المعتزلة، وكان ابن أبي دؤاد رجلًا فصيحًا. قال أبو العيناء: ما رأيت رئيسًا قط أفصحَ ولا أنطق منه، وكان كريمًا ممدّحًا وفيه يقول بعضهم:

لقد أنْسَتْ مساوئ كلِ دهرٍ ... محاسن أحمدَ بن أبي دُؤَاد

وما طوَّفْت في الآفاقِ إلا ... ومن جدواكَ راحلتي وزادي

يقيم الظنُّ عندك والأماني ... وإن قلقت ركابي في البلاد

وكان مُعظمًا عند المأمون أميرِ المؤمنين يَقبل شفاعاته ويصغي إلى كلامه.

وأخباره في هذا كثيرة، فدس ابن أبي دؤاد له القول بخلق القرآن وحسّنه عنده وصيّره يعتقده حقًا مبينًا إلى أن أجمع رأيه في سنة ثمان عشرة ومائتين على الدعاء إليه فكتب إلى نائبه على بغداد إسحاق بن إبراهيم الخزاعي (?) ابنِ عم طاهر بن الحسين في امتحان العلماء كتابًا يقول فيه: وقد عرف أمير المؤمنين أن الجمهور الأعظم والسواد الأكبر من حشو الرعية وسفلة العامة ممن لا نظر له ولا روية ولا استضاءة بنور العم وبرهانه أهل جهالة بالله وعمىً عنه وضلالةٍ عن حقيقة دينه وقصور أن يَقْدُرُوا الله حق قدره، ويعرفوه كنه صرفته ويفرقوا بينه وبين خلقه وذلك أخي ساووا بين الله وبين خلقه، وبين ما أنزل من القرآن فأطبقوا على أنه قديم [7 آ] لم يخلقه ويخترعه، وقد قال تعالى: {إنا جعلناه قرآنًا عربيًا} (?) فكل ما جعله الله فقد خلقه كما قال. {وجعل الظلمات والنور} (?) وقال: (نقص عليك من أنباء ما قد سبق} (?) فأخبر أنه قصص لأمور أحدثها بعدها، وقال {أحكمت آياته ثم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015