الطلبة من الحنابلة وغيرهم، وتولّى وظيفة التكلم على أوقاف الجامع المظفري بصالحية دمشق. وكان كثير المخالطة لأمور الناس وألف مؤلفات نافعة، فمنها (شرح دليل الطالب) (?) في مجلدين، قرظه له العلماء من أهل المذهب وغيره (وشرح غاية المنتهي) (?) لم يكمله و (شرح قصيدة بشر بن أبي عوانه) الشاعر الجاهلي التي مطلعها:

أفاطم لو شهدت ببطن خَبْتٍ ... وقد لاقى الهزبر أخاك بشرا (?)

وله عدة مقامات أنشأها في وقائع مخصوصة أوقفني على بعضها فرأيته في غاية النفاسة وكان بيني وبينه من المحبة والمودة ما لا مزيد عليه. وكان طويل القامة بشوش متواضعًا، لطيف الحاضرة حلو المذاكرة بديع النكتة والنادرة، ذا همة عليه في قضاء حوايج الناس، مبادرًا إلى رد الحقوق إلى أهلها. وله شعر لطيف، يزري بحسنه عقد الدر المنيف؛ فمنه ما أنشدنيه من لفظه في الزهر المسمى عرف الديك قوله:

قد قام ياقوت القوام مفاخرًا ... وردَ الخدودِ بما حكاه على الفمِ

أحوى وألمى درّه في خاتم ... يعلوه صهبا عتقت كالعندمِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015