كنت في لجة المعاصي غريقًا ... لم تصلني يمدٌ تروم خلاصي
أنقذتني يد العنايةِ منها ... بعد ظني أنْ لات حين مناصِ
ثم وقفت له على أبيات بناها على لغز في طريق وهي:
ما اسم رباعيُّ الحروفِ تخالُهُ ... لمناطِ أمرِ المنزلين سبيلا
وتراه متضحًا جليًا ظاهرًا ... ولطالما حاولت فيه دليلا
وله صفات تباينٍ وتناقضٍ ... فيرى قصيرًا تارة وطويلا
ومقوّمًا ومعوّجًا ومسهلًا ... ومصعِّدًا ومحزّنًا ومهولا (?)
والخير والشر القبيح كلاهما ... لا تلق عنه فيهما تحويلا
سعدت به أهل التصوف إن به ... امتازوا فلا يبغوا به تبديلا
تصحيفه وصف لطيف إن به ... حمّلت (?) أوصافًا تنال قبولا
وإذا تصحفَ بعد حذفِ الرُّبع منه ... تجده حرفًا فابغه تأويلا
أو ظرفًا أو فعلًا لشخصٍ قد غدا ... في وجهه بابُ الرجا مقفولا
وبقلبه وزيادة في قلبه ... لبيان قدر النقص صار كفيلا
وبحذف ثالثه وقلب حروفه ... كم راقت الحسنا به تجميلا
فأبن معمّاه بقيت معظمًا ... تزداد بين أولي الحجى تكميلا
وذكر الأمين المحبي في تاريخه المذكور في ترجمة السيد محمد بن السيد كمال الدين بن محمد بن حمزة نقيب السادة الأشراف بدمشق (?) فقال: وكانت تصدر عنه مجالس تؤثر عنه ويُحدّثُ عن عظم وقعها في النفوس؛ فمن ذلك أنّه خرج