قَوْلُهُ (?): "أشْهُرُ الْحَجِّ شَؤالٌ وَذُو الْقِعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ" سُمِّىَ (شَوَّالًا) (?) لأنَّ الْعَرَبَ كَانَتْ تَضْرِبُ فِيهِ الإبِلَ فَتَشُولُ، أىْ: تَرْفَعُ أذْنَابَهَا. وَالنَّاقَةُ إِذَا اسْتَبَانَ حَمْلُهَا شَالَتْ بِذَنَبِهَا، أىْ: رَفَعْتُهُ، يُقَالُ: شَالَت النَّاقَةُ بِذَنَبِهَا وَأشَالَتْهُ: إذَا رَفَعَتْهُ (?)، قَالَ النَّمِرُ بْنُ تَوْلَبٍ يَصِفُ فَرَسًا (?).
جَمُومُ الشَّدِّ شَائِلَةُ الذَّنَابِىَ ... تَخَالُ بَيَاضَ غُرَّتِهَا سِرَاجَا
وَسُمِّىَ ذَا الْقَعْدَةِ؛ لِأنَ النَّاسَ يَقْعُدُونَ فِيهِ لانْتِظَارِ الْحَجِّ، بِفَتْحِ الْقَافِ، وَقِيلَ: لِقُعُودِهِمْ فِيهِ عَن الْحَرْبِ (?)، وَسُمِّىَ ذَا الحِجَّةِ؛ لأنهُمْ يَحُجُّونَ فِيهِ (?)، وَالْكَسْرُ فِيهِ أفصَحُ مِنَ الْفَتْحِ، وَالْفَتْحُ فِى الْحَجِّ أَفْصَحُ مِنَ الْكَسْرِ (?).
قَوْلُهُ (?): "عُمْرَةٌ فى رَمَضَانَ تَعْدِلُ حَجَّةً" أىْ: تُمَاثِلُهَا، وَالْعَدِيلُ: هُوَ الَّذِى يُعَادِلُكَ فِى الْوَزْنِ وَالْقَدْر، أىْ: يُسَاويكَ وَيُمَاثِلُكَ.
قَوْلُهُ (?): "أهِلِّى بِالْحَجِّ" أَىْ: أَحْرِمِى بِهِ، وَأَصْلُ الإهْلَالِ: رَفْعُ الصَّوْتِ عِنْدَ رُؤية الهلَالِ، ثُمَّ كَثُرَ اسْتِعْمَالُهُ حَتى قِيلَ لِكُل رَافِعٍ صَوْتَهُ: مُهِلٌّ وَمُسْتهِلٌّ (?)، وَالْحَاجُّ يَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالتَّلْبِيَةِ. وَأَمَّا الْمَرْاةُ، فَلَا يُستحَبُّ لَهَا رَفْعُ الصَّوْتِ، وَإنَّمَا أرَادَ: أَحْرمِى.