وقال: (كل يمين وإن عظمت فكفارتها كفارة اليمين بالله ما لم يكن طلاقا أو عتاقا) وبه أخذ الليث وجماعة من العلماء، وقالت عائشة: لغو اليمين لا والله وبلى والله الجاري على الألسن. ونهى سبحانه وتعالى عن كثرة الحلف وعدم التثبت فيه فقال الله تعالى: (وَلا تَجعَلوا اللَهَ عُرضَةً لأَِيمانِكُم) وثبت عنه عليه السلام أنه آلى من نسائه شهران وكان أكثر أيمانه: (لا ومقلب القلوب) .
فخرج من مجموع الأحاديث، والآيات أنه لا ينبغي كثرة الأيمان، ولا فقدها رأسا، لما في ذلك من عدم التعظيم في الجانبين.
وقال الله تعالى في الظهار (وَإِنَّهُم لَيَقولونَ مُنكَراً مِنَ القَولِ وَزورا) وقال عز من قائل: (وَلا تَنابَزوا بِالأَلقاب) وقال سبحانه: (لا يَسخَر قَومٌ مِن قَومٍ) الآية وقال: (وَلا تَجَسَّسوا) والتجسس: السؤال عن أحوال الأشخاص من حيث القبائح. وقال تعالى: (وَقولوا لِلنّاسِ حُسناً) وقال عز وعلا: (وَلا تَسُبوا الَّذَينَ يَدعونَ مِن دُونِ اللَهِ فَيَسُبوا اللَهَ عَدوا بِغَيرِ عِلم) الآية، وقال جل جلاله: (ياأَيُها الَّذَينَ ءامَنوا اتَّقوا اللَهَ وَقولوا قَولاً سَديداً، يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم) وقال تعالى: (لا تُبطِلوا صَدَقاتِكُم بِالمَنِّ وَالأَذى) .
وقال تعالى: (وَلا يَغتَب بَعضُكُم بَعضاً) ثم أجمل الكل في قوله: (لا خَيرَ في كَثيرٍ مِن نَجواهُم إِلاّ مَن أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَو مَعروفٍ أَو إِصلاحٍ بَينَ الناسِ وَمَن يَفعَل ذَلِكَ اِبتِغاءَ مَرضاتِ اللَهِ فَسوفَ نُؤتِيهِ أَجراً عَطيما) فحصر الشر بذكر الخير ونهى سبحانه عن النجوى (إِنَّما النَّجوى مِنَ الشَيطانِ لَيَحزُنَ الَّذَينَ ءامنوا وَلَيسَ بِِضارِّهِم شَيئاً إِلاَّ بِإِذنِ اللَهِ) وقال: (فَلا تَتَناجَوا بِالإِثمِ وَالعُدوان) وقال عليه السلام: (لا يتناجى اثنان دون واحد) .
قال العلماء: وكذلك الجماعة إذا أفردوا واحدا منهم، ولا بأس باثنين دون اثنين وجماعة دون جماعة إن أمنت الفتنى. وقال عليه السلام: (من ترك المراء وهو محق بنيت له بيتا في أعلى الجنة ومن ترك المراء وهو مبطل بنيت له بيتا في ربض الجتة) وقال: (إن الله يبغض الألد الخصم) وقال: (آية المنافق ثلاثة: إذا خاصم فجر وإذا عاهد غدر وإذا ائتمن خان) .
وقال عليه السلام: (إن الله رفع عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء مؤمن تقي وفاجر شقي أنتم بنو آدم وآدم من تراب) . وقال (أخنع الأسماء عند الله رجل تسمى بملك الأملاك) وقال: (أحب الأسماء إلى الله ما عبد وما حمد وأصدقها الحارث وهمام) وقال: (سموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي) قيل: ذلك خاص بزمانه عليه السلام. وقال: (لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر) ، وقال: (لا تسبوا البرغوث فإنه أيقظ نبيا للصلاة) وقال: (لا تسبوا الريح فإنها مسخرة) وقال: (لا تسبوا الديكة فإنها توقظ للصلاة) ، وقال: (ما سبَّ قوم أميرهم إلا حرموا خيره) وقال: (الكلام في الفتنة دم يقطر) وقال: (من يرد هوان قريش أهانه الله) وقال: (إياكم والنذر فإنما يستخرج به من البخيل) وقال: (لا يقل أحدكم: أعطني إن شئت وليعزم المسألة فإنه لا مكره له) وقال: (لا يقل أحدكم: ما شاء الله وشاء فلان وليقل: ما شاء الله ثم شاء فلان) وقال: (حدثوا الناس بما يعقلون أتريدون أن يكذب الله ورسوله) وقال: (لا يقل أحدكم: عبدي وأمتي وليقل فتاي وفتاتي) وقال: (إياكم ولو فإن لو تفتح عمل الشيطان) وقال: (لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به وليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي وأمتني ما كانت الوفاة خيرا لي) وقال: (اذكروا موتاكم بخير فإنهم أفضوا إلى ما قدموا) ، وقال: (لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء) وقال: (إن الله ينهاكم عن وأد البنات وعقوق الأمهات وكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال) .
وقال: (المؤمن يعذب ببكاء أهله عليه) .