دحاها فلمَّا رآها استوت ... على الماء أرسى عليها الجبالا

وأسلمتُ وجهي لمن أسلمتْ ... لهُ المزنُ تحملُ عذباً زلالا

إذا هي سيقت (إلى بلدة ... أطاعت فصبت عليها سجالا

ومثلهما لامية بن أبي الصلت (شعراء النصرانية ص226) :

وشقَّ الأرضَ فانبجست عيوباً ... وأنهاراً من العذْب الزُّلالِ

... وباركَ في نواحيها وزكَّى

بها ماكان من حرثٍ ومالِ

وقال يذكر الله للنيرين الكبيرين (شعراء النصرانية 229 وسيرة الرسول 40) :

إنَّ آياتِ ربّنا باقياتٌ ... ما يماري فيهنَّ إلاَّ الكفورُ

خلق الليل والنهار فكلٌ ... مستبين حسابه مقدور

ثم يجلو النهار ربٌ كريمٌ ... بمهارة شعاعها منشور

وله أيضاً (شعراء النصرانية 228) :

هو اللهُ الخق والخلقُ كلُّهم ... إماءٌ له طوعاً جميعاً وأعبدُ

تسبحه الطيرُ الجوانحُ في الخفى ... وإذ هي في جوّ السماءِ تصعدُ

ومن خوفِ ربي سبّح الرعدُ فوقَنا ... وسبحهُ الأشجارُ والوحشُ أبَّدُ

وسبَّحهُ النينانُ والبحرُ زاخراً ... وما ضمَّ من شيء وما هو مقلدُ

وقال أمية يصف تكوين الحيوانات (كتاب الحيوان للجاحظ Ms de Vienne, ff. 397 طبعة مصر 2: 118) :

هو أبدأ كلَّ مايأثرُالنا ... سُ أماثيلَ باقياتٍ سفوراً

خلق النحلَ معصراتٍ تراها ... تقصف اليابساتِ والمخضورا

والتماسيحَ والسنادل والايلَ م ... شتى والرئمَ واليعفورا

وصواراً من النواشط عيناً ... ونعاماً صواحياً وحميرا

واسوداً عوادياً وفيولاً ... وسباعاً والنملَ والخنزيرا

وديوكاً تدعو الغراب لصلحٍ ... وإوزينَ إخرجت وصقورا

ثم ذكروا تكوين جسم الإنسان من طين الارض ونفسه من نفخة خالقة. قال الجاحظ في كتاب الحيوان (Ms de Vienne, ff. 213 وطبعة مصر 3: 65) : "سانشك لعدي بن زيد وكان نصرانياً دياناً وترجماناً وصاحب كتاب ومن دهاة ذلك الدهر قال يذكر شأن آدم ... ":

قضى لستتة أيام خلائقهُ ... وكان آخرها أن صوَّر الرجلا

دعاهُ آدم صوتاً فاستجاب لهُ ... بنفخة الروح في الجسم الذي جبلا

وقال أميّة بن أبي الصلت (حياة الحيوان 2: 113) :

والأرض معقلنا وكانت إمّنا ... فيها مقابرنا وفيها نوادُ

وقال أيضاً في الارض وخلقه الإنسان (فيه) :

منها خلقنا وكانت أمّنا خلقت ... ونحنُ أبناؤها لو أننا شكرُ

والطوط نزرعهُ فيها فنلبسهُ ... والصوفُ نجتزهُ ماأدفأ الوبرُ

هي القرارُ فما نبغي لها بدلاً ... ماارحم الأرضَ إلاّ أننا كفرُ

وقال أيضاً (جمهرة شعراء العرب ص18) :

كيف الجحودُ وإنما خلقُ الفتى ... من طينِ صلصالٍ له فخارُ

?2 (سكنى آدم في الفردوس وخطيئته) لعدي بن زيد وصف حلول آدم في الجنة وتكوين حواء من ضلعه وتجربة الشيطان لهما على صورة الحية ثم عقاب الأبوين الاولين وطردهما من الفردوس فقال عن آدم (طبعة مصر 4: 66=de Vienne ff. 213 Ms)

تمتُ أورثهُ الفردوسَ يعمرها ... وزوجةً صنعةً من ضلعهِ جعلا

لم ينحههُ ربهُ عن غير واحدةٍ ... من شجرٍ طيبٍ إن شمَّ أو أكلا

تعمدا للتي من أكلها نهياً ... بأمر حواء لم تأخذ لهُ الدغلا

حكلاهما خاط إذ برٌ لبوسهما ... من ورق االتين ثوباً لم يكن غزلا

فكانت الحية الرقشاءُ إذ خلقت ... كما ترى ناقةً في الخلق أو جملا

فلاطها اللهُ إذ اغوت خليقةُ ... طول الليالي لم يجعل لها أجلا

تمشي على بطنها في الدهر ماعمرت ... والتربُ تأكلهُ خزناً وإن سهلاً

فأتعبا أبوانا في حياتهما ... ووجدا الجوع وإلا وصاب والعللا

لعدي وصف آخر لتجربة ابليس لحواء وعقاب الحيَّة رواه العصامي في تاريخه بسط النجوم العوالي في انباء الأوائل والتوالي (نسخة مكتبتنا الشرقية ص19) قال:

سعى الرجيمُ إلى حوَّا بوسوسة ... غوتْ بها وغوى معها أبو البشر

خلقانِ من مارجٍ انشا خليقتهُ ... وآخرَ من ترابِ الأرض والمدر

انشاهما ليطيعاهُ فخالفهُ ... ابليس عن امرهِ للحينِ والقدرَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015