(صهيون) احدى تلال القدس الشريف التي احتلها الملك داود ويراد بها مجازاً مدينة القدس أو احدى كنائسها. وقد ورد الاسمفي شعر الأعشى قال يمدح يزيد وعبد المسيح ابني الديان وقيل يمدح السيد والعاقب اسقفي نجران (ياقوت3: 438) :

ألا سيدي نجران لا يوصينكما ... بنجران فيما ناجا واعتراكما

فإن تفعلا خيراً وترتديا به ... فانكما أهلٌ لذاك كلاكما

وإن تكفيا نجران أمرَ عظيمةٍ ... فقبلكما ما سادها أبواكما

وإن احبلتْ صهيونُ يوماً عليكما ... فإنَّ رحا الحرب الدكوكِ رحاكما

(القدس والمقدس ويقال بيت المقدس) من اسماء مدينة القدس الشريف قال مروان بن الحكم يتهدَّد الفرزدق (الأغاني (21: 197) :

قل للفرزدق والسفاهةُ كاسمها ... إن كنتَ تارك مانهيتكَ فاجلس

ودعِ المدينة انها مذمومةٌ ... واقصدْ لمكةَ أو لبيت المقدسِ

روى في التاج (4: 213) لشاعر يخاطب ناقته:

لا نومَ حتى تهبطي إرض العدسْ ... وتشربي من خيرِ ماءٍ بقدسْ

وورد في شعر العجَّاج (ص80 ed. صلى الله عليه وسلمhlwardt) :

ضراغمٌ تنفي بأخذ همسِ ... عن باحة البطحاء كلَّ جرسِ

حتى تزول هضباتُ قدسِ وقد مر بك (ص198) أنهم كانوا يدعون بالمقدس الزائر لبيت المقدس ويتباركون بثوبه كما اشار إلى ذلك امرؤ القيس في وصف كلاب تنهش الثور:

فادركنهُ يأخذنَ بالساقِ والنسا ... كما شبرقَ الولدانُ ثوب المقدسِ

الفصل الرابع

الأحداث النصرانية بين عرب الجاهليَّة

ظهر من الفصول السابقة ما استمدَّهُ عرب الجاهليَّة من النصارى في مفرداتهم اللغويَّة وإعلامهم الشخصية. وفي هذا الفصل الجديد نبين ما اخذوهُ عنهم من معارفهم التاريخية سواء، جرت في العهد القديم من أول العالم إلى السيد المسيح أو من ميلاد المسيح إلى هجرة فنقسم الفصل قسمين وفقاً لهذين الطورين.

1 أحداث العهد العتيق

أمكن العرب أن ينقلوا أخبار العهد العتيق عن اليهود أو عن المسيحيين إلا أننا نروي هنا ماقاله الشعراء النصارى أو من عاشوا في جهات الجزيرة التي ازهرت فيها النصرانية. واليهود كما لا يخفى قلما يختلطون بأمم غربية عنهم. وزد عليه أن الأسفار الإلهية والأناجيل المقدسة كما يظهر من عدة شواهد تؤيد ذلك كانت معربة وإن كانت تلك الترجمة القديمة هي اليوم مفقودة. وها نحن نتتبع تلك الأحداث مع ماينوه بها من أقوال العرب.

(التكوين) هو أول ماتفتتح به توراة موسى حيث يذكر أولاً خلق الله عز وجل للسماء ثم الارض مباشرة بالجماد ثم النبات ثم الحيوان. أما تكوين السماء فقد مرَّ ذكرهُ في ماأوردناه من الألفاظ الدالة على الخالق سبحانه وتعالى ثمَّ السماء وزينتها وعلى الأرواح الساكنة فيها (المشرق 16 [1913] : 229 و292) . فبقي تكوين الأرض في سبعة أيام الخليقة. فما جاء من ذلك مارواه المقدسي (كتاب البدء 1: 150 151) فقال: "وقد ذكرت حكماء العرب ومن كان يدين الله (كذا) منهم بدين الانبياء في أشعارها وخطبها كيف كان مبدأ الخلق. فمنه قول عدي بن زيد وكان نصرانياً يقرأ الكتب:

اسمعْ حديثاً لكي يوماً تجاوبهُ ... عن ظهر غيبٍ إذا ماسائلٌ سألا

أن كيف أبدي إلهُ الخلق نعمتهُ ... فينا وعرفنا آياته الأولا

كانت رياحاً وماءً عرانيةٍ ... وظلمةً لم يدعْ فثقاً ولا خللاً

فآمرٍ (الظلمة السوداء فانكشفتْ ... وعزل الماءَ عمَّا كان قد شفلا

وبسطِ الأرض بسطاً ثمَّ قدرها ... تحتَ السماء سواءً مثل مافعلا

وجعل الشمس مصراً لا خفاءَ به ... بين النهار وربين الليل قد فصلا

قضى لستَّة أيام خلائقهُ ... وكان آخرُ شيء صور الرجلا"

روى في تاج العروس (3: 543) البيتين الخامس والسادس لأمية بن ابي الصلت وكذلك ابن سيده في المخصص (13: 164) روى البيت السادس لأمية الا إن شهادة كتاب البدء وكتاب الحيوان للجاحظ (4: 56) أقدم وأصح وكلاهما يروي الأبيات لعدي بن زيد وروى في متاب البدء (1: 65) وفي سيرة الرسول (ابن هشام ص148) لزيد بن عمرو بن نوفل في تكوين الأرض قوله:

واسلمتُ وجهيِ لمن أسلمتْ ... لهُ الأرضُ تحملُ صخراً ثقال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015