(حكيم) من المحتمل أن الذين دعوا في الجاهلية باسم حكيم كحكيم بن حزام بن خويلد (اشتقاق ابن دريد ص58) وحكيم بن قبيصة بن ضرار التغلبي (حماسة أبي تمام ص792 وحماسة البحتري ص61) وحكيم بن جبلة البعدي من بني عبد القيس (أسد الغابة 1: 39) وغيرهم إنما أشير بأسمائهم إلى سليمان الحكيم.

(خالد) هو أيضاً أحد الأسماء التي تشعر باعتقاد النصرانية بالآخرة وخلودها فلا عجب أن يكون النصارى دعوا به أولادهم في الجاهلية كخالد بن سنان العبسي النبي الذي كان يدعو قومه إلى النصرانية (راجع الصفحة 135) وخالد بن عمرو الشيباني (حماسة البحتري ص36) وخالد بن حق الشيباني (سيرة الرسول 46) ومن المحتمل أيضاً أنهم عربوا ذلك من أعلام نصرانية يونانية (يوجد سرياني) أو رومانية (Perennis, Perpetuus, f.Perepetua) ومثل خالد تسميتهم بخالدة وخُلدة وخويلد وخليدة وخلاّد (أسد الغابة 1: 119_122 و127) .

(الخضر) هذا الاسم الذي اختلف فيه المسلمون أي اختلاف فقالوا أنه النبي الياس أو النبي اليشاع أو النبي إدريس أو القديس جرجس وجعلوه من غلمان موسى في شرحهم سورة الكهف لم نجد له أثراً بين أعلام الجاهلية ولو كان قديماً لدعي به أحد النصارى أو اليهود قبل الإسلام وقد زعم البعض أنه تعريب "Horus".

(الخليل) اسم إبراهيم أبي المؤمنين الذي اصطفاه الله وأحبه. ورد هذا الاسم في شعر ورقة ابن نوفل الراهب النصراني (اطلب شعراء النصرانية ص618)

تلاقي خليل الله فيها ولم تكن ... من الناس جباراً إلى النار هاوياً

فأصبحتَ في دارٍ كريمٍ مقامها ... تعلّلُ فيها بالكرامةِ لاهيا

وجاء في القرآن في سورة النساء (4: 124) : (وَاتّخَذَ اللهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً) وسبقه السموءل فقال (راجع ديوانه الذي طبعناه ص30) :

فهذا خليلٌ صيّر الناس حولهُ ... رياحين جنّات الغصون الذوابلِ

(سعد وسعيد وأسعد) دعي بهذه الأسماء بعض نصارى العرب في الجاهلية كسعد بن مالك أبي المرقش الذي دفع ابنه إلى أحد نصارى الحيرة ليعلمه الخط (الأغاني 5: 191) وسعد بن الضباب صاحب امرئ القيس (8: 71) وسعد الذي نسب إليه دير سعد (ياقوت 2: 669) وأسعد بن زرارة (أسد الغابة 1: 71) فلا يبعد أن النصارى اتخذوا هذه الأسماء معربة عن لغات الشعوب المجاورة لهم كاسم الشهيد "Felix" مثلاً. وإلى هذا الباب يعود اسم سعدان وبه سمي "سعدان ابن عبد يسوع" المذكور في الأغاني (20: 128) في حروب قيس وتغلب.

(سالم) نجد هذا الاسم لأحد أساقفة بلاد العرب الذي حضر المجمع الخقيدوني ووقع على أعماله في اليونانية (يوجد سرياني) (راجع الشرق المسيحي Lequien: Oriens Christianus, II, 866) (صالح) هذا الاسم سبق الإسلام ومؤرخو العرب يزعمون أن نبياً بهذا الاسم أرسل إلى قوم ثمود يدعوهم إلى الله وإلى نبذ عبادة الأصنام واجترح الآيات تأييداً لدعوته فأبى أكثرهم أن يرجعوا عن غيهم فضربهم ضربة عظيمة وأهلكهم إلا الذين آمنوا فتوجه بهم إلى مكة. وليس بالمستبعد أن النبي المذكور أحد دعاة النصرانية الذين سبق لنا ذكرهم. وما يؤكده كتبة العرب (راجع سيرة الرسول لابن هشام ص21، ed. Wutenfeld) أن فيميون الذي دعا أهل نجران إلى النصرانية صحبه في دعوته ولزمه رجل اسمه صالح من عرب الشام وذكر في أسد الغابة (3: 9) مولى لرسول المسلمين كان يدعى صالح بن عبد الله قال "قُتل بقديد وكان صالحاً ديناً". فهذا الاسم على ما نرى مستعار من اعتقاد نصراني أو هو معرب عن اسم أجنبي هو "Justus" أو "Innocens" أو "Pius".

(صخر) أحد أعلام الجاهلية المستفيضة فهو بمثابة كيفا (يوجد سرياني) السريانية وpetrus اللاتينية والصفا العربية وهو الاسم الذي ميز به السيد المسيح هامة رسله إذ جعله كصفاةٍ عليها تبنى بيعته. وليس لدينا برهان قاطع على أن العرب أرادوا باسم صخر الإشارة إلى القديس بطرس كما زعم جرجي أفندي زيدان (في كتاب العرب قبل الإسلام ص166) حيث قال أن العرب ترجموا الأسماء اليونانية فتسموا بها وضرب مثلاً على ذلك الحارث كما مر واسم "صخر" فقال أنه "ترجمة بطرس"

طور بواسطة نورين ميديا © 2015