فإذا أدركت ما سبق فنقول أن الأعلام نصرانية بين العرب على خمسة أشكال فمنها ما استعاروه من الأسفار المقدسة ومنها ما أشاروا فيه إلى الاسم الكريم ومنها ما خص بالنصارى دون غيرهم ومنها ما كان تعريباً لأسماء نصرانية ومنها أخيراً ما دل على بعض الصفات الموافقة لأحوال النصارى.

الأعلام النصرانية المستعارة من الأسفار المقدسة

هذه الأعلام مشتركة في بلاد العرب بين النصارى واليهود ونحن نضرب الصفح عن أسماء اليهود لخروج ذلك عن غرضنا فنذكر أسماء سواهم ممن ينتمون غالباً إلى القبائل التي أثبتنا نصرانيتها وذلك على ترتيب حروف المعجم.

(آدم) تسمى بعضهم في الجاهلية باسم أبي البشر منهم "آدم بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب"، قال ابن دريد في الاشتقاق (ص44) : "قتل في الجاهلية وهو الذي وضع النبي - صلى الله عليه وسلم - دمه يوم فتح مكة"، ومنهم آدم مولى بلغير ذكره أبو تمام في الحماسة ولعله آدم بن شدقم العنبري الذي روى له ياقوت شعراً في معجم البلدان (3: 373) .

(إبراهيم) قال التبريزي في شرح الحماسة (1: 175 ed, Freytag) : قال أبو العلاء: إبراهيم اسم قديم ليس بعربي وقد تكلمت به العرب على وجوه فقالوا إبراهيم وهو المشهور وإبراهام وقد قرئ به وإبراهم على حذف الياء وإبرهم"وذكر هناك اسم شاعر قديم دعاه "إبراهيم بن كنيف النبهاني" وممن تسمى بإبراهيم إبراهيم بن أيوب بن محروف عم الشاعر النصراني عدي بن زيد (التاج 1: 151) ومنهم قوم من الصحابة ذكرهم ابن الأثير في أسد الغابة في معرفة الصحابة (ج1 ص40 44) عرفوا باسم إبراهيم تسموا به في الجاهلية كإبراهيم الأشهلي وإبراهيم بن الحارث بن خالد التيمي القرشي المهاجر وكابي رافع إبراهيم القبطي قال انه "كان مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " وإبراهيم بن عباد الأوسى الذي شهد موقعة أحد وإبراهيم بن قيس بن معدي كرب الكندي ممن وفدوا على نبي المسلمين.

وإبراهيم النجار قال "انه صنع المنبر لرسول الله" وقد جاء اسم إبراهيم على صورة أخرى وهو اسم أبرهة ذكره العرب للحبشة وأشهر من دعي به أرهة الذي حارب ذا نواس وتملك على اليمن وبه سمي قبله أبرهة ذو المنار أحد ملوك اليمن أبن الرائش أشار إليه الشاعر في وصف نوب الدهر (حماسة البحتري 83) :

وأصبن أبرهةَ الذي سجدت لهُ ... صمُّ الفيولِ صوامتاً لم تنطقِ

(إدريس) ليس هذا الاسم على لفظه في الأسفار المقدسة، والعرب يزعمون أنه أحد الآباء الأولين قال في تاج العووس (4: 149) : "هو خنوخ أو أخوح المذكور في التوراة"، وقد تسمى به أحد النصارى الوافدين على محمد رسول الإسلام كما رواه ابن الأثير في أسد الغابة (1: 44 و57) .

(ارميا) راهب في طور سيناء مات شهيداً قتله البلاميون سنة 473 وتذكاره في 14 كانون الأول.

(إسحاق) دعي باسم إسحاق أحد شعراء الحماسة في أبي تمام (ص140) وهو إسحاق بن حلف، وذكر ابن الأثير من الصحابيين (1: 68) إسحاق الغنوي.

وممن اشتهر باسم إسحاق بين نصارى العرب راهب استشهد في طور سيناء قتل مع رهبان آخرين سنة 473 وتذكاره واقع في السنكسارين الغربي والشرقي في 14 كانون الثاني ويدعونه إسحاق سلائيل.

(إسرائيل) لم نجده بين الأعلام السابقة للإسلام وسمي به بعد الإسلام قليلون كإسرائيل بن يونس الراوي ذكره الطبري غير مرة في تاريخه وإسرائيل بن السميدع ذكره في معجمه (1: 482) وإسرائيل بن روح (فيه 2: 33) .

(إسمعيل) أقدم ما نعرف ممن تسموا بهذا الاسم شهيد نصراني كان أرسله ملك العجم سنة 362 للمسيح سفيراً إلى يليانوس الجاهد القصير الروماني ليبرم معه عهد الصلح وكان اسمعيل هذا مع اثنين آخرين نصرانيين مثله اسمهما مانويل (أو عمانويل) وسابيل فعرض عليهم يليانوس جحود دينهم فأبوا يقتلهم فماتوا شهداء إيمانهم، وعيدهم واقع في الكنيسة في 18 حزيران (راجع أعمال البولنديين صلى الله عليه وسلمcta Sanctorum, vol, IV, Jun, pp, 231 - 246) وسمي بهذا الاسم أيضاً رجلان من الصحابة إسماعيل الزبدي ورجل ذكرهما ابن الأثير في أسد الغابة (ج1 ص79 80) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015