وكتبوا أيضاً على الألواح (واللوح) كل صفيحة عريضة من خشب أو عظم كالكتف كانوا يكتبون عليها، وقد ورد في القرآن: "في لوح محفوظ".

(والرقيم) اللوح من الرصاص قال أمية بن أبي الصلت يذكر اللوح الذي كان مع أصحاب الكهف حيث رقم نسبهم وأسماؤهم ودينهم (البيذاوي طبعة ليدن ص555) .

وليس بها إلاَّ الرَّقيمُ مجاوراً ... وصيدهمُ والقومُ في الكهف هجَّدُ

وسموا مجوع الأوراق المكتوبة (كتاباً) قال زهير في معلقته عما يخفى في قلوب البشر فيدينه الله في الآخرة:

يؤخَّر فيوضع في كتابٍ فيدَّخر ... ليوم الحساب أو يعجَّلْ فينقمِ

وقال عدي بن زيد الشاعر النصراني في الإنجيل (شعراء النصرانية) :

ناشدتنا بكتاب الله حرمتنا ... ولم تكن بكتاب الله ترتفع

ودعوا الكتاب (بالقط) جمعه القطوط وهو في الأصل الجلد الذي يكتب عليه وقال أمية يذكر قومه بني أياد (التاج 5: 209) :

قوم لهم ساحة العراق إذا ... ساروا جميعاً والقطُّ والقلمُ

وقيل أراد بالقط هنا الإنجيل وقال مثله الأعشى:

ولا الملكُ النعمانُ يومَ لقيتهُ ... بغبطتهِ يعطي القطوط ويأفقُ

أي يمنح الصكوك للجوائز وكذلك (الصحيفة) فهي الكتاب أيضاً قال لقيط الإيادي (تاريخ ابن الأثير 1: 157) :

سلامٌ في الصحيفة من لقيطٍ ... إلى منْ بالجزيرة من إياد

ويروى: "كتاب في الصحيفة"، وسموا الصحيفة (بالغلغلة) قالوا أنها الرسالة المنقولة من بلد إلى بلد، قال صخر الغي في الهذليات (ed, Kosegarten, P, 13) :

أبلغْ كبيراً عني مغلغلةً ... تبرقُ فيها صحائفٌ جددُ

فيها كتابٌ ذبر لمقترئٍ ... يعرفهُ البهمُ ومنْ حشدوا

ومن أسماء الكتاب عندهم (المصحف) وردت في شعر امرئ القيس للدلالة على كتب الرهبان قال:

قفا نبكي من ذكري حبيبٍ وعرفانِ ... ورسمٍ عفت آياتهُ منذ أزمانِ

أتت حججٌ بعدي عليها فأصبحتْ ... كخط زبورٍ في مصاحفِ رهبانِ

ومن أسماء الكتب (المجلة) قال ابن دريد في الأشتقاق (ص192) : "المجلة الصحيفة يكتب فيها شيء من الحكمة" واللفظة آرامية، قال النابغة يذكر الكتب المقدسة التي كانت في أيدي بني غسان: (التاج 7: 261) .

مجلَّتهمْ ذات الإلهِ ودينهم ... قويمٌ فما يرجونَ غير العواقبِ

ومثلها (السفر) للكتاب من التوراة والإنجيل وقد مرت، وكذلك سموا الكتاب (سجلا) كما ذكر في المخصص (31: 8) وفي التاج (7: 37) والكلمة لاتينية (Sigillum) بمعنى الخاتم والكتاب المختوم، وقد عرفوا (القمطر) وهو ما يصان فيه الكتاب فانشدوا (التاج 3: 506) .

ليس بعلمٍ ما يعي قمطرُ ... ما العلم إلاَّ ما وعاهُ الصدَّرُ

وكما ذكروا الكتاب كذلك ذكروا (الخط) قال حسان بن ثابت (سيرة الرسول ص454 ed, Wustenfeld) في رسوم الدار:

عرفتُ ديار زينبَ بالكثيبٍ ... كخطِّ الوحيِ في الورق القشيبِ

وكذلك قالوا في (السطر) أنه الخط والكتابة، واصل الكلمة من الآرامية.

وروى في تاج العروس لبعضهم (3: 672) : أني وأسطارٍ سطرنَ سطراً=لقائلٌ يا نصرٌ نصراً نصرا وقال الشماخ (اللسان 5: 229) :

كما خطَّ عبرانيةً بيمينهِ ... بتماءَ حبرٌ ثمَّ عرَّض أسطرا

وكانوا يتخذون للكتاب سمة وديباجة حسنة وهو (العنوان) قال أبو دواد الأيادي (التاج 9: 172) : "لمن طللٌ كعنوان الكتاب".

وكانوا يعنون بوشي الخط وتنميقه، قال علقمة بن عبدة (معجم ما استعجم للبكري ص505) :

وذكَّنيها بعد ما قد نسيتها ... ديارٌ علاها وابلٌ متبعقُ

بأكناف شمَّاتٍ كأنَّ رسومها ... قضيمُ صناعٍ في أديمٍ منمقِ

وقال المرقش الأكبر وبه لقب مرقشاً:

الدارُ قفرٌ والرسومُ كما ... رقشً في ظهر الأديم قلمْ

وقال حاتم الطائي (الأغاني 7: 132) :

أتعرفُ آثار الديار توهُّما ... كخطك في رقٍّ كتاباً منمنما

وخص رؤية الإنجيل بالتوشية فقال (ed, صلى الله عليه وسلمhlwardt, P. 149) : إنجيلُ أحبارٍ وحي منمنمهْ=ما خطَّ فيهِ بالمدادِ قلمهْ وأشاروا إلى بعض حروف الكتابة كقول مرار بن منقذ في وصف رسوم الدار يشبه بحرف اللام ما مثل منها:

وترى منها رسوماً قد علتْ ... مثل خطَ اللام في وحي الزُّبرْ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015