كسبتم، ولا تسألون عما كانوأ يفعلون} (?) [البقرة: 134].
قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أنزل القرآن (?) على سبعة أحرف فاقرأوا ما تيسر منه" (?) عظم الناس هذا الحديث، وتكلموا على معناه، واختلفوا فيه (?). وقد بينت أقوالهم، وحررت مقاطع الكلام في جزء مفرد، ووقع (?) منثورا، حيثما جاء الكلام من "الأمالي" ومعنى الكلام [و 127 أ]: "أن الله (?) وسع على هذه الأمة، وأذن للصحابة في أن يقرأ كل واحد (?) بما استطاع من لغته، ولذلك أذن لعمر بن الخطاب (?)، وهشام بن حكيم (?)، في قراءتهما، وكانا قرشيين، وأذن لأبي بن كعب الأنصاري (?) ومن خالفه (?) في القراءة بأن يقرأ كل واحد منهما بما كان قرأ. قال أبي: فدخل قلبي ما لم يدخله قط مذ أسلمت، فقال لي النبي (?): "إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرأوا ما تيسر منه" واستمرت الحال هكذا حياة النبي رخصة من الله، وتوسعة على الخلق، إذ لو كلفوا أن يقرأوا باللغة التي نزل القرآن بها، وهي لغة قريش، لنفر قوم، وشق على آخرين، والشريعة سمحة، ولم يزل جبريل يتعاهد النبي (?) بالقرآن (?) في رمضان ويدارسه (?)، حتى كان العام الذي توفي فيه، دارسه به (?) مرتين فقال النبي (?): "أرى أجلي قد حضر" والنبي يضبط كل الذي