بدعة مصرين، فلا تبالوا بما (?) رووا ولا تقبلوا رواية إلا عن أيمة الحديث، ولا تسمعوا لمؤرخ كلاما إلا للطبرى، وغير ذلك هو الموت الأحمر، والداء الأكبر، فإنهم ينشئون أحاديث فيها استحقار الصحابة والسلف والاستخفاف بهم، واختراع الاسترسال في الأقوال والأفعال عنهم، وخروج مقاصدهم عن الدين إلى الدنيا، وعن الحق إلى الهوى. فإذا قطعتم أصل (?) الباطل، واقتصرتم على رواية العدول (سلمتم من الحبائل، ولم تطووا كشحا على هذه الغوائل) (?) ومن أشد شيء على الناس جاهل (?) عاقل، أو مبتدع محتال، فأما الجاهل فهو ابن قتيبة، فلم يبق، ولم يذر (?) للصحابة رسما في كتاب "الإمامة والسياسة" (?) إن صح عنه جميع ما فيه (6) وكالمبرد في كتابه الأدبي (?)، وأين عقله من عقل ثعلب (?) الإمام المقدم (?) في أماليه، فإنه ساقها بطريقة أدبية سالمة من الطعن على أفاضل الأمة. و (?) أما المبتدع المحتال فالمسعودي (?)، فإنه بما (?) يأتي منه متاخمة (?) الإلحاد فيما رواه من ذلك، وأما البدعة فلا شك فيه. فإذا [و 126 أ]، صنتم أسماعكم وأبصاركم عن مطالعة الباطل، ولم تسمعوا في خليفة ممن نسب (?) إليه ما لا يليق، ويذكر عنه ما لا يجوز فعله، (كنتم على منهج السلف سائرين، وعن سبيل الباطل ناكبين) (?) فهذا مالك رضي الله عنه قد احتج بقضاء عبد الملك بن مروان (?) في موطئه، وأبرزه في جملة قواعد الشريعة. وقال في رواية عن زياد بن أبي سفيان، فنسبه إليه (?)،