العيص (?) بن أمية [و 121 أ]، مكة حرم الله، وخير بلاده، وهو فتي السن قد أبقل (?) أو لم يبقل واستكتب معاوية بن أبي سفيان أمينا على وحيه. ثم ولى أبو بكر، يزيد (?) بن أبي سفيان - أخاه (?) - الشام، وما زالوا بعد ذلك يتوقلون (?) في سبيل المجد، ويترقون في درج العز، حتى أنهتهم (?) الأيام إلى منازل الكرام. وقد روى الناس أحاديث فيهم لا أصل لها، منها حديث رؤية النبي بني أمية ينزون على منبره كالقردة، فعز ذلك (?) عليه فأعطي ليلة القدر، خير من ألف شهر، يملكها بنو (?) أمية بعده (?). ولو كان هذا صحيحا، ما استفتح الحال بولايتهم، ولا مكن لهم في الأرض بأفضل بقاعها وهي مكة. وهذا أصل يجب أن تشدوا (?) عليه اليد.
فإن قيل: أحدث معاوية في الإسلام الحكم بالباطل، والقضاء بما لا يحل من استلحاق زياد. قلنا: قد بينا في غير موضع أن استلحاق زياد، إنما كان لأشياء (?) صحيحة، وعمل مستقيم، نبينه بعد ذكر أمثل (?) ما ادعى فيه المدعون، من الانحراف عن الاستقامة. إذ لا سبيل إلى تحصيل باطلهم، لأن خرق الباطل لا يرقع، ولسانه أعظم منه فكيف به (?) لا يقطع.
قالوا: كان زياد ينسب (?) إلى (عبيد الثقفي)، من سمية، جارية الحارث بن كلدة (?)، واشترى (?) ((?) عبيدا) (?) - أباه - بألف درهم فأعتقه.