أمامته قتل مظلوما، ليقضي الله أمرا كان مفعولا، ما نصب حربا، ولا جيش عسكرا، ولا سعى إلى فتنة، ولا دعا إلى بيعة، ولا حاربه (?) ولا نازعه من هو من أضرابه، ولا أشكاله، ولا يرجوها لنفسه. ولا خلاف أنه ليس لأحد أن يفعل ذلك في غير عثمان، فكيف في عثمان رضي الله عنه؟ وقد سموا من قام عليه فوجدناهم أهل أغراض سوء، حيل (?) بينهم وبينها. فوعظوا، وزجروا، وأقاموا بحمص (?) عند عبد الرحمن بن خالد بن الوليد (?) يؤنبهم ويؤدبهم (?)، حتى تابوا، وأرسل بهم إلى عثمان فتابوا، وخيرهم، فاختاروا التفرق في البلاد فأرسلهم، فلما سار كل إلى ما اختار أنشأوا الفتنة وألبوا (?) الجماعة، وجاءوا إليه في جملتهم، فاطلع عليهم من حائط داره، ووعظهم وذكرهم، وورعهم عن دمه، وخرج طلحة (?) يبكي، ويورع الناس، وأرسل علي ولديه، وقال الناس لهم (?): إنكم أرسلتم إلينا، أقبلوا إلى من غير سنة الله، فلما جئنا، قعد هذا في بيته، يعنون عليا، وخرجت أنت تفيض عينيك، والله لا برحنا حتى نريق دمه. وهذا قهر عظيم وافتيات على الصحابة، وكذب في وجوههم، بهت لهم، ولو أراد عثمان لكان مستنصرا بالصحابة (?)، ولنصروه في لحظة، وإنما جاء القوم مستجيرين (?) متظلمين، فوعظهم فاستشاطوا، فأراد الصحابة إليهم (?)، فأوعز إليهم عثمان ألا يقاتل