بها وجد مجالا مشكلا للتلبيس، لكثرة الاستعمال.
والمعلوم في الجملة أنه (?) خلق آخر غير البدن، كما قال تعالى: {ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين (?) ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة، فخلقنا المضغة عظاما، فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن [و 9 ب] الخالقين [المؤمنون: 14]. فبين أن الجسم خلق، والذي وراءه (?) خلق آخر، مجاور له، مغاير، وأنت ترى في الجملة أن للبدن صفات، هي القدرة، والعلم، والكلام، والإرادة، والحياة، والسمع والبصر، فهذه الصفات السبع، هي عماد التقدير، والتفكير (?)، والإيجاد والتصرف، وليس يمكن أن يقال في الحياة، أكثر من أنها صفة بها يستعد المحل لقبول الصفات الست (?) وهي الروح، وهي النفس، وأرادت طائفة التشغيب، أن تفرد الروح ببيان، وتخصه بنوع من البرهان، حتى انتهى بهم القول، إلى أن يقولوا: وما الإنسان؟.
لقد أخبرني أبو سعيد الزنجاني بالمسجد الأقصى طهره الله، عن الأستاذ أبي المظفر شاهفور (?)، أن أعرابيا دخل البصرة، فرأى حلقة المتكلمين، فقصد إليها فظن أنها حلقة ذكر، فوجدهم يتكلمون في حقيقة الإنسان، وقد كان عند نفسه معلوما، فلما رأى أهل تلك الحلقة، قد أدخلوه (?) في مبادأة (?) من يريد (?)، وأكثروا فيه من المراجعة والترديد، قام وهو ينشد:
إن كنت أدري فعلي بدنه…من كثرة التخليط في من أنه
واحتاج شيخ السنة، وصاحبه (?) لسان الأمة، ومن دارت عليه من