وقال صاحب «البغية والاغتباط فيمن ملك الفسطاط» : وليها باستخلاف أحمد بن مزاحم على الصلاة فقط، وجعل على شرطة مصر بولغيا «1» ، ثم خرج الى الحجّ فى شهر رمضان سنة أربع وخمسين ومائتين وله خمسة أشهر ونصف شهر.
وقال غيره: ودام أرخوز على إمرة مصر الى أن صرف عنها بالأمير أحمد بن طولون فى شهر رمضان من سنة أربع وخمسين ومائتين، فكانت ولايته على مصر خمسة أشهر ونصفا؛ وخرج الى بغداد فى أوّل ذى القعدة من السنة، ووفد على الخليفة فأكرم مقدمه وصار من جملة القوّاد.
السنة التى حكم فيها أربعة أمراء على مصر: ففى أوّل محرّمها مزاحم ابن خاقان، ثم ابنه أحمد بن مزاحم، ثم الأمير أرخوز بن أولوغ طرخان من شهر ربيع الآخر الى شهر رمضان، ثم الأمير أبو العباس أحمد بن طولون، وهى سنة أربع وخمسين ومائتين- فيها قتل بغا الشّرابىّ التركىّ المعتصمىّ الصغير، كان فاتكا قد طغى وتجبّر وخالف أمر المعتزّ؛ وكان المعتزّ يقول: لا ألتذ بطيب الحياة حتى أنظر رأس بغا بين يدىّ؛ فوقعت أمور بعد ذلك بين بغا والأتراك حتى قتل بغا وأتى برأسه الى المعتز، فأعطى المعتزّ قاتله عشرة آلاف دينار. وفيها توفى علىّ بن محمد ابن علىّ بن موسى بن جعفر بن محمد بن علىّ بن الحسين بن علىّ بن أبى طالب، أبو الحسن «2» الهاشمىّ العسكرىّ أحد الأئمة الاثنى عشر المعدودين عند الرافضة، وسمىّ بالعسكرىّ لأنّ الخليفة المتوكّل جعفرا أنزله مكان العسكر. وكان مولده سنة