سريعا؟ اسمع منى، فقال له السلطان: قل ما عندك، فقال: لا تخلّ يداويك غيرى بمفردى وإلّا فسدت حال يدك مثلما سلّمت رجلك «1» لابن السّيسى فأفسدها، وأنا ما أخلّى شهرا يمضى حتى تركب وتلعب بيدك الأكرة، فسكت السلطان عن جوابه وسلّم إليه يده فتولّى علاجه بمفرده، وبطلت الخدمة مدّة سبعة وثلاثين يوما وعوفى، فزيّنت له القاهرة فى يوم الأحد رابع جمادى الآخرة من السنة المذكورة، وتفاخر الناس فى الزينة بحيث إنه لم يعهد زينة مثلها، وأقامت سبعة أيام، هذا والأفراح عمّالة بالقلعة وسائر بيوت الأمراء مدّة الأسبوع، فإنّ كلّ أمير متزوّج إمّا بإحدى جوارى السلطان أو ببناته وأكثرهم أيضا مماليكه، وكذلك البشائر والكوسات تضرب، وأنعم السلطان على الأمراء وخلع عليهم، ثم خرج السلطان إلى القصر وفرّق عدّة مثالات على الأيتام وعمل سماطا جليلا وخلع على جميع أرباب الوظائف، وأنعم على المجبّر بعشرة آلاف درهم، ورسم له أن يدور على جميع الأمراء فلم يتأخّر أحد من الأمراء عن إفاضة الخلع عليه، وإعطائه المال فحصل له ما يجلّ وصفه.
وتوجّه الأمير آقبغا عبد الواحد «2» إلى البلاد الشامية مبشّرا بعافية السلطان.
وفيها اشترى الأمير قوصون الناصرىّ دار الأمير «3» آقوش الموصلىّ الحاجب المعروف بآقوش نميلة، ثم عرفت ثانيا بدار الأمير آقوش قتّال السبع- من