فقال له الفخر ناظر الجيش: ما بقى يصلح له هذا الخبز، فقال الملك الناصر:

قد صدقنى وقال الحق، وقذ أخذ رزقه، فلو قال: أصبت فى المصافّ الفلانى، من كان يكذّبه! فدعت الأمراء له وانصرف الشابّ بالإقطاع. ومنها: أنّه تقدّم إليه رجل دميم الخلق وله إقطاع ثقيل، عبرته «1» ثمانمائة دينار، فأعطاه مثالا وانصرف به، عبرته نصف ما كان فى يده، فعاد وقبّل الأرض، فسأله السلطان عن حاجته؟

فقال: الله يحفظ السلطان، فإنّه غلط فى حقّى، فإنّ إقطاعى كانت عبرته ثمانمائة دينار، وهذا عبرته أربعمائة دينار؛ فقال السلطان: بل الغلط كان فى إقطاعك الأول، فامض بما قسم الله لك؛ وأشياء من هذا النوع إلى أن انتهت تفرقة المثالات فى آخر المحرّم سنة ستّ عشرة وسبعمائة، فوقر منها نحو مائتى مثال «2» .

ثم أخذ السلطان فى عرض مماليك الطّباق ووفّر جوامك «3» عدّة منهم، ثم أفرد جهة قطيا «4» للعاجزين من الأجناد، وقرّر لكلّ منهم ثلاثة آلاف [درهم «5» ] فى السنة.

ثم إن السلطان ارتجع ما كانت المماليك البرجيّة اشترته من أراضى الجيزة وغيرها.

وارتجع السلطان أيضا ما كان لبيبرس وسلّار وبرلغى والجوكندار وغيرهم من الرّزق «6»

طور بواسطة نورين ميديا © 2015