وأنفق فيهم الأموال، وابتدأ بالعرض فى خامس عشر «1» شهر ربيع الآخر، وكمل فى أوّل جمادى «2» الأولى، فكان يعرض فى كلّ يوم أميرين من مقدّمى الألوف، وكان يتولّى العرض هو بنفسه ويخرجان الأميران بمن أضيف إليهما من الأمراء ومقدّمى الحلقة والأجناد، ويرحّلون شيئا بعد شئ من أوّل شهر رمضان إلى ثامن عشرينه حتى لم يبق بمصر أحد من العسكر. ثم خرج السلطان فى ثانى شوّال ونزل مسجد التّبن «3» خارج القاهرة ورحل منه فى يوم الثلاثاء «4» ثالث من شوّال، ورتّب بالقلعة نائب الغيبة الأمير [سيف الدين «5» ] أيتمش المحمّدى الناصرى. فلمّا كان ثامن شوّال قدم البريد برحيل التتار ليلة سادس عشرين رمضان من الرّحبة وعودهم إلى بلادهم بعد ما أقاموا عليها من أوّل شهر رمضان. فلمّا بلغ السلطان ذلك فرّق العساكر فى قاقون «6» وعسقلان «7» ؛ وعزم على الحجّ ودخل دمشق فى تاسع عشر شوّال، وخرج منها فى ثانى ذى القعدة إلى الكرك، وأقام بدمشق أرغون النائب والوزير أمين الملك ابن الغنّام «8» يجمع المال. وتوجّه السلطان من الكرك إلى الحجاز فى أربعين أميرا فحجّ وعاد إلى دمشق فى يوم الثلاثاء حادى عشر المحرّم سنة ثلاث عشرة وسبعمائة، وكان لدخوله دمشق يوم مشهود، وعبر دمشق على ناقة وعليه بشت من ملابس العرب بلثام وبيده حربة، فأقام بدمشق خمسة عشر يوما وعاد إلى مصر، فدخلها يوم ثانى عشر صفر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015