وفيها توفّى الشيخ الأديب البارع المفتّن شمس الدين محمد بن عفيف الدين سليمان ابن على التّلمسانىّ الشاعر المشهور، كان شابّا فاضلا ظريفا، وشعره فى غاية الحسن والجودة. وديوان شعره مشهور بأيدى الناس، ومن شعره:
ياسا كنّا قلبى المعنّى ... وليس فيه سواك ثانى
لأىّ معنى كسرت قلبى ... وما التقى فيه ساكنان
وله فى ذمّ الحشيش:
ما للحشيشة فضل عند آكلها ... لكنه غير مصروف إلى رشده
صفراء فى وجهه خضراء فى فمه ... حمراء فى عينه سوداء فى كبده
وله أيضا:
لى من هواك بعيده وقريبه ... ولك الجمال بديعه وغريبه
يا من أعيد جماله بجلاله ... حذرا عليه من العيون تصيبه
إن لم تكن عينى فإنّك نورها ... أو لم تكن قلبى فإنت حبيبه
هل رحمة أو حرمة لمتيّم ... قد قلّ منك نصيره ونصيبه
ألف القصائد فى هواك تغزّلا ... حتّى كأنّ بك النسيب نسيبه
لم تبق لى سرّا أقول تذيعه ... عنّى ولا قلب أقول تنيبه «1»
كم ليلة قضّيتها متسهّدا ... والدمع يجرح مقلتى مسكوبه
والنجم أقرب من لقاك مناله ... عندى وأبعد من رضاك مغيبه
والجوّ «2» قد رقّت علىّ شماله ... وجفونه وشماله وجنوبه