وعليه حضر فى الكشاف والزين قاسم، واختص به كثيرا وتدرّب به، وقرأ فى العروض على النّواجى، والمقامات الحريرية على القوام الحنفى، وعليه اشتغل فى النحو أيضا بل أخذ عنه قطعة جيدة من علم الهيئة، وقرأ أقراباذين فى الطب على سلام الله، وفى البديع وبعض الأدبيات على الشهاب بن عربشاه، وكتب عن شيخنا من شعره وحضر دروسه وانتفع، فيما زعم، بمجالسته؛ وكذا كتب بمكة عن قاضيها أبى السعادات بن ظهيرة من شعره وشعر غيره، وعن البدر بن العليف وأبى الخير بن عبد القوىّ وغيرهم من شعراء القاهرة؛ وتدرّب كما ذكر فى الفنّ بالمقريزى والعينى وسمع عليهما الحديث، وكذا بالقلعة عند نائبها تغرى برمش الفقيه على بن الطحان وابن بردس وابن ناظر الصاحبة، وأجاز له الزين الزركشى وابن الفرات وآخرون. وحج غير مرة أوّلها فى سنة ست وعشرين، واعتنى بكتابة الحوادث من سنة أربعين، وزعم أنه أوقف شيخه المقريزى على شىء من تعليقه فيها فقال: دنا الأجل، إشارة إلى وجود قائم بأعباء ذلك بعده، وأنه كان يرجع إلى قوله فيما يذكره له من الصواب بحيث يصلح ما كان كتبه أوّلا فى تصانيفه، بل سمعته يرجح نفسه على من تقدّمه من المؤرّخين من ثلاثمائة سنة بالنسبة لاختصاصه دونهم بمعرفة الترك وأحوالهم ولغاتهم، ورأيته إذ أرّخ وفاة العينى قال فى ترجمته: إن البدر البغدادى الحنبلى قال له وهما فى الجنازة: خلا الجوّ، إشارة إلى أنه تفرّد؛ وما رأيته ارتضى وصفه له بذلك من حينئذ فقط، فانه قال إنه رجع من الجنازة فأرسل له ما يدل على أن العينى كان يستفيد منه، بل سمعته يصف نفسه بالبراعة فى فنون الفروسية كلعب الرمح ورمى النشّاب وسوق البرجاس ولعب الكرة والمحمل ونحو ذلك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015