هذا مع ما اشتمل عليه من الكرم الزائد، والميل الى الخير، ومحبته أهل العلم والفضل والصلاح، والإحسان اليهم بما تصل القدرة اليه.

وله اليد الطولى فى علم النغم والضروب والإيقاع حتى لعلّه لم يكن فيه مثله فى زمانه، انتهت اليه الرياسة فى ذلك وكتب كثيرا وحصّل وصنّف وألّف.

ومن مصنفاته هذا الكتاب الجليل وهو المسمى ب «المنهل الصافى والمستوفى بعد الوافى» فى سبعة مجلدات، هذه الستة ومجلد آخر يسمى «بالكنى» استوعب فيه ذكر الأعيان المشهورين بكنيتهم على هذا الشرط، وهو من أوّل دولة الترك ومختصره المسمى «بالدليل الشافى على المنهمل الصافى» ومختصره سماه «مورد اللطافة فى ذكر من ولى السلطنة والخلافة» وذيل على الإشارة للحافظ الذهبى مختصرا سماه «بالبشارة فى تكملة الإشارة» وكتاب «حلية الصفات فى الأسماء والصناعات» مرتبا على الحروف، يشتمل على مقاطيع وتواريخ وأدبيات، بديع فى معناه، وغير ذلك. كل ذلك فى عنفوان شبيبته.

ونرجو، إن أطال الله عمره وفسح فى أجله، ليملأنّ خزائن من العلوم والمصنفات فى كل فنّ، لعلمى باتساع باعه فى التصنيف والتأليف.

ومن شعره ما أنشدنى من لفظه لنفسه- حفظه الله تعالى- فى مليح اسمه «حسن» قوله:

طرفه الأحور زاه شاقنى ... وبه قد ضاع علمى بالوسن

جوره عدل علينا فى الهوى ... كلّ فعل منه لى فهو حسن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015