وبالحجاز قاضى القضاة جلال الدين أبو السعادات أحمد بن محمد بن ظهيرة الشافعى المكى، وقاضى القضاة بهاء الدين محمد أبو البقاء الحنفى المكى، وشاعرا مكة بدر الدين بن العليف، والشيخ أبو الخير بن عبد القوى وغيرهم.

وأجازه من حلب العلامة شهاب الدين أحمد «1» بن أبى بكر المرعشى الحنفى، وابن الشماع وغيرهما.

وبرع فى فنون الفروسية كلعب الرمح ورمى النشّاب وسوق البرجاس ولعب الكرة والمحمل. وأخذ هذه الفنون عن عظماء هذا الشأن، وفاق فيهم على أنداده، وساد على أقرانه علما وعملا؛ هذا مع الديانة والصيانة والعفّة عن المنكرات والفروج والاعتكاف «2» عن الناس، وترك الترداد الى أعيان الدولة حتى ولا الى السلطان؛ مع حسن المحاضرة، ولطيف المنادمة، والحشمة الزائدة، والحياء الكثير، واتساع الباع فى علوم الآداب والتاريخ وأيام الناس، قلّ أن يخلو مجلسه من مذكّرات العلوم، جالسته كثيرا وتأدّبت بتربيته، وحسن رأيه وسياسته وتدبيره. يضرب به المثل فى الحياء والسكون، ما سمعته شتم أحدا من غلمانه، ولا من حاشيته، ولا تكبّر على أحد من جلسائه قط، كبيرا كان أو صغيرا، جليلا كان أو حقيرا.

وصحب بعض الأصلاء الأعيان كالقاضى كمال الدين بن البارزى، وقاضى القضاة شهاب الدين بن حجر وغيرهما من العلماء والرؤساء، ونكرّر ترداد غالبهم الى بابه، وحضروا مجلسه كثيرا وأحبّوه محبة زائدة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015