قال أبو المظفّر: وحكى لى المبارز «1» سنقر الحلبىّ- رحمه الله تعالى- قال: كان الحجّاب يزدحمون على طرّاحته فجاء سنقر الخلاطىّ ومعه قصص فقدّم إليه قصّة، وكان السلطان مدّ يده اليمنى على الأرض ليستريح، فداسها سنقر الخلاطىّ ولم يعلم؛ وقال له: علّم عليها، فلم يجبه، فكرّر عليه القول؛ فقال له: يا طواشى، أعلّم بيدى أم برجلى! فنظر سنقر فرأى يد السلطان تحت رجله فخجل، وتعجّب الحاضرون من هذا الحلم؛ ثم قال السلطان: هات القصّة فعلّم عليها» .

وقال القاضى شمس الدين أحمد بن محمد بن خلّكان- رحمه الله- فى تاريخه:

«وصلاح الدين كان واسطة العقد، وشهرته أكبر من أن يحتاج إلى التنبيه عليه.

اتّفق أهل التاريخ على أنّ أباه وأهله من دوين (بضم الدال المهملة وكسر الواو وسكون الياء المثناة من تحتها وبعدها نون) ، وهى بلدة فى آخر عمل أذربيجان من جهة أرّان وبلاد الكرج، وأنّهم أكراد رواديّة (بفتح الراء والواو وبعد الألف دال مهملة [مكسورة «2» ] ثم ياء مثنّاة من تحتها مشدّدة ثم هاء) . والرّواديّة: بطن من الهذانيّة «3» (بفتح الهاء والذال المعجمة وبعد الألف نون مكسورة ثم ياء مثنّاة مشدّدة من تحتها وبعدها هاء) وهى قبيلة كبيرة من الأكراد. وقال لى رجل عارف بما يقول، وهو من أهل دوين: إنّ على باب دوين قرية يقال لها:

أجدانقان (بفتح الهمزة وسكون الجيم وفتح الدال المهملة وبعد الألف نون مفتوحة ثم قاف وبعد الألف الثانية نون أخرى) وجميع أهلها أكراد رواديّة؛ ومولد أيّوب والد صلاح الدين بها، وشادى أخذ ولديه، [منها «4» ] : أسد الدين شيركوه،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015