قلت: ونذكر حينئذ «1» أحوال المتنبىّ معه وما مدحه به من القصائد. لما فارق المتنبىّ سيف الدولة بن حمدان مغاضبا له، قصد كافورا الإخشيذىّ ودخل مصر ومدحه بقصيدته التى منها:
قواصد كافور توارك غيره ... ومن ورد «2» البحر استقلّ السواقيا
فجاءت بنا إنسان عين زمانه ... وخلّت بياضا خلفها ومآقيا
وهو أوّل مديح قاله فيه، وكان ذلك في جمادى الآخرة سنة ست وأربعين وثلثمائة.
وقال ابن خلّكان: وأنشده أيضا في شوّال سنة سبع وأربعين وثلثمائة قصيدته البائية «3» التى يقول فيها:
وأخلاق كافور إذا شئت مدحه ... وإن لم أشأ تملى علىّ فأكتب «4»
إذا ترك الإنسان أهلا وراءه ... ويممّ كافورا فما يتغرّب
ومنها أيضا:
فإن لم يكن إلّا أبو المسك أوهم ... فإنّك أحلى في فؤادى وأعذب
وكلّ امرئ يولى الجميل محبّب ... وكلّ مكان ينبت العزّ طيّب
وآخر شىء أنشده في شوّال سنة تسع وأربعين وثلثمائة- ولم يلقه بعدها- قصيدته البائيّة:
أرى لى بقربى منك عينا قريرة ... وإن كان قربا بالبعاد يشاب