وَقَدْ أَكْثَرَ أَصْحَابُنَا رَحِمَهُمُ اللهُ تَعَالَى مِنَ التَّصْنِيفِ مِنَ الْمَبْسُوطَاتِ وَالْمُخْتَصَرَاتِ، وَأَتْقَنُ مُخْتَصَرٍ: (الْمُحَرَّرُ) لِلإِمَامِ أَبيِ الْقَاسِمِ الرَّافِعِيَّ رَحِمَهُ اللهُ، ذِي التَّحْقِيقَاتِ،
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قال: واتفقوا على أن الهموم والأحزان وكثرة الأشغال والعلائق مورثة للنسيان بالخاصة؛ لأن هموم الدنيا تورث ظلمة القلب، وهموم الآخرة تنور القلب، ونظير ذلك: الفكرة في الصلاة في أمر الدنيا .. تمنع من الخير وكمال الأجر، وفي الآخرة تحمل على الخشوع وسكون الأعضاء.
قال سحنون: لا يصلح العلم لمن يأكل حتى يشبع.
وسئل الحسن: ما عقوبة العالم إذا آثر الدنيا؟ قال: موت قلبه.
قال: (وقد أكثر أصحابنا رحمهم الله تعالى من التصنيف من المبسوطات والمختصرات).
(الأصحاب): جمع صاحب، كشاهد وأشهاد، وسها الجوهري فقال: الأصحاب جمع صحب، وصحب جمع صاحب فجعل الأصحاب جمع جمع.
وقولهم في النداء: يا صاح، معناه: يا صاحبي، ولا يجوز ترخيم المضاف إلا في هذا وحده.
والمراد بالأصحاب: أتباع الشافعي رضي الله عنه، وهو مجاز مستفيض؛ لموافقتهم وشدة ارتباط بعضهم ببعض.
و (التصنيف): مصدر صنف الشيء، إذا جعله أصنافاً يتميز بعضها عن بعض.
و (المبسوط): ما كثر لفظه ومعناه.
و (المختصر): ما قل لفظه وكثر معناه، مأخوذ من الخصر، وهو: المجتمع فوق الوركين. ومنه الخنصر؛ فإن الجوهري ذكره في مادة (خصر)، فيكون وزنه فنعل، لا فعلل.
قال الخليل: الكلام يبسط ليفهم، ويختصر ليحفظ.
قال: (وأتقن مختصر: (المحرر) للإمام أبي القاسم الرافعي رحمه الله، ذي التحقيقات).
(إتقان الشيء): إحكامه وتهذيبه.