وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
روى البخاري [99] عن أبي هريرة قال: قلت: يا رسول الله؛ من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال: (لقد ظننت أن لا يسألني عن هذا أحد أول منك؛ لما رأيت من حرصك على الحديث، أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال: لا إله إلا الله خالصاً مخلصاً من قلبه).
قوله: (أول منك) أفعل تفضيل، وهي مضمومة على أنها صفة لـ (أحد).
وقوله: (وحده) - مصدر في موضع نصب على الحال - أي: المتفرد الذي لا مثل له.
وقوله: (لا شريك له) معناه: لا مشارك له في ملكه، ولا في ذاته، ولا في صفاته.
وفي (الصحيحين) [خ 3222 - م 94]: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أتاني جبريل فبشرني: أن من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئاً .. دخل الجنة، قلت: وإن زنا وإن سرق؟ قال: وإن زنا وإن سرق).
وأشار بالزنا والسرقة إلى أنه تعالى يتجاوز عن المعاصي المتعلقة بحق الله تعالى بعد الكفر كالزنا، والمتعلقة بحق العباد كالسرقة، ولم يذكر القتل؛ لكثرة السرقة والزنا، وقلة وقوع القتل، أو لأن بعض الصحابة أقيم عليه الحد فيهما دون القتل.
و (الواجد): الذي لا نظير له، وهو من أعظم أسماء الله الحسنى.
و (الغفار): الستار.
قال: (وأشهد أن محمدً عبده ورسوله). هذا اللفظ ورد في (صحيح مسلم) [402] في (التشهد).
والعرب تقول: مررت برجل محمد، إذا كثرت خصاله المحمودة.
قال ابن العربي: لله تعالى ألف اسم، ولنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ألف اسم.
قال أبو علي الدقاق: ليس شيء أشرف من العبودية، ولا اسم أتم للمؤمن من الوصف بها، كما قيل [من السريع]:
لا تدعني إلا بيا عبدها .... فإنه أشرف أسمائي