ويذكر القرآن قصة حمل مريم وولادتها في آيات كثيرة كما جاء في سورة آل عمران وسورة مريم، وفي غيرهما من السور.

فالمسيح كلمة الله الملقاة وروح منه:

{إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ} [النساء: 171] .

ولله كلمات كثيرة لا نهائية، ولذلك تعجز المخلوقات عن حصرها.

{وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [لقان: 27] .

ومن كلمات الله: قضاؤه في أكوانه وأحكامه العادلة الثابتة:

{أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ، الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ، لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [يونس: 62-64] .

ومن كلمات الله ما يلقى فيفعل فعلًا: قد ينشئ إنشاء أو يمحو كائنًا: {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [النحل: 4] .

{إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ، فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [يس: 82-83] .

وللك كان أمر تخليق عيسى ليس أكثر عجبا من أمر تخليق آدم فكليهما تنفيذ لإرادة الله:

{إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [آل عمران: 59] .

ونلفت النظر إلى خطأ جسيم يقع فيه البعض حين يقولون: إن المسيح روح الله، وحقيقته أنه: روح من الله، جاء بنفخة إلهية كتلك التي حدثت لآدم، فقد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015