فجعل بطرس يقول ليسوع: ... فلنصنع ثلاث مظال، لك واحدة ولموسى واحدة ولإيليا واحدة، لأنه لم يكن يعلم ما يتكلم به إذ كانوا مرتعبين. فنظروا حولهم بغتة ولم يروا أحدًا غير يسوع وحده معهم" "مرقس 9: 2-8".
ولقد كان الكهنة والشعب الإسرائيلي يتوقع عودة إيليا قبل مجيء المسيح كما فهموا ذلك من نبوءات الكتب والأنبياء ولذلك ترددوا في الإيمان بالمسيح: "سأله تلاميذه قائلين: فلماذا يقول الكتبة إن إيليا ينبغي أن يأتي أولًا" "متى 17: 10".
وفي القرآن الكريم نجد إيليا موضع تكريم ككل أنبياء الله ورسله: {وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ، إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ، أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ، اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ، فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ، إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ، وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ، سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ، إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ، إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ} [الصافات: 123-132] .
هذا هو إيليا الأول الذي طابت سيرته في كل الكتب المقدسة، والذي تمضي بعده القرون الطويلة قبل أن يظهر إيليا آخر -يحيى بن زكريا- يعيد لنا سيرته في القوة على نفسه والشدة على الحاكم الظالم.