ولقد كان المسيح عالمًا بما تقوله الأسفار المقدسة عند بني إسرائيل -وهو واحد منهم- عن الأنبياء الذين ظهروا فيهم. وكان منهم قلة من الصادقين، أهل الحق والحقيقة، وبجانبهم كثرة كاثرة من أدعياء النبوة ومحترفيها، وفي هؤلاء الكذبة تقول أسفار العهد القديم:
"قد رأيت في أنبياء السامرة حماقة. تنبئوا بالبعل وأضلوا شعبي إسرائيل.
وفي أنبياء أورشليم رأيت ما يقشعر منه: يفسقون ويسلكون بالكذب ويشددون أيادي فاعلي الشر حتى لا يرجعوا الواحد عن شره.. من عند أنبياء أورشليم خرج نفاق في كل الأرض. هكذا قال رب الجنود: لا تسمعوا لكلام الأنبياء الذين يتنبئون لكم. فإنهم يجعلونكم باطلًا. يتكلمون برؤيا قلبهم لا عن فم الرب.
"قد سمعت ما قالته الأنبياء الذين تنبئوا باسمي بالكذب قائلين: حلمت، حلمت. حتى متى يوجد في قلب الأنبياء المتنبئين بالكذب بل هم أنبياء خداع قلبهم. الذين يفكرون أن ينسوا شعبي اسمي بأحلامهم" "أرميا 23: 13-27".
"هكذا قال رب الجنود إله إسرائيل: لا تغشكم أنبياؤكم الذين في وسطكم وعرافوكم ولا تسمعوا لأحلامكم التي تتحلمونها. لأنهم إنما يتنبئون لكم باسمي بالكذب. أنا لم أرسلهم يقول الرب" "أرميا 29: 8-9".
وبعد أن جاء المسيح رسولًا من الله إلى بني إسرائيل، وأبلغهم رسالة ربه ثم رحل عنهم، ظهر من بعده -وخاصة بين المنتسبين إلى الطائفة الجديدة التي حملت اسمه- أنبياء كذبة وأدعياء رسالة مزيفة. وفي هذا تقول أسفار العهد الجديد: "ولما اجتازوا الجزيرة إلى بافوس وجدا رجلًا ساحرًا نبيًا كذابًا يهوديًا اسمه باريشوع" "أعمال الرسل 13: 6".