من وجهة النظر الدينية المسيحية، وكيف أن الله يمكنه بل ويريد رسالة النبي للعرب برغم وجود الديانة المسيحية".

كذلك قال "إجناثيو نايت" أستاذ تاريخ الثقافة بالجامعة المركزية بمدريد في بحث له ألقاه في مؤتمر قرطبة بعنوان "إلى أي مدى يعتبر محمد نبيًا من قبل المسيحيين":

"إن محمدًا هو نبي إحدى الديانات الكبرى المعاصرة ... إن الإسلام اليوم هو أكبر قوة حية وهو الذي يدفع تيارات العالم الثالث ويجمع بين 102 دولة من الدول النامية وغير المنحازة في مواجهة أغنى 30 دولة في العالم الأول الرأسمالي والصناعي وفي مواجهة 20 دولة من دول العالم الثاني الشيوعي.

وإذا كانت المسيحية قد تشعبت ليس فقط إلى 260 مذهبًا موجودا الآن وإنما انقسمت إلى ثلاث شعب كبيرة: الأرثوذكسية الشرقية، والبروتستانت، والكاثوليك -وكذلك البوذية تشعبت إلى المهايانة والهينيلنه والزن الياباني -فإن الإسلام ما يزال يحتفظ بأساس وحدته.

إن الإسلام ليس استمرارًا فحسب بل وتقدما كذلك. وفي أفريقيا نجد أن هناك شخصًا يعتنق المسيحية مقابل شخصين يعتنقان الإسلام، ولا نريد أن نعرض للبوذية أو غيرها من الديانات التي تعاني من حالة انقراض واضح.

ولماذا نرى أن الاتحاد ضروري بين أتباع الديانات؟ من الممكن استنتاج الإجابة مما عرضناه سابقًا، ذلك أنه لم يحدث قط في تاريخ الإنسانية أن زحف الإلحاد بهذه الصورة. لقد كانت الديانات تتصارع فيما بينها للسيطرة على أتباعها ولكنا اليوم أمام الدفاع عن العقيدة الجامعة، أي الإيمان بالله بعد أن أصبح هذا الإيمان في حالة خطر.

وفي نهاية الأمر ومع ترك الاختلافات الموجودة بين العديد من الديانات،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015