فقالوا: هل لك في صاحبك يزعم أن أسري به الليلة إلى بيت المقدس. فقال: أو قال ذلك؟ قالوا: نعم. قال: لئن كان قال ذلك لقد صدق. قالوا: أفتصدقه أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس وجاء قبل أن يصبح. قال: نعم. إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك، أصدقه في خبر السماء.
وتذكر كتب السيرة أن رسول الله التقى ليلة الإسراء بعدد من الأنبياء وخاصة أصحاب الرسالات الكبرى ومنهم موسى. وفي هذا تقول سورة السجدة 23- حسب رأي المفسريين1: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلَا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ} . وهذا يعني -قياسًا- أن يلتقي محمد خاتم النبيين بكل من أوتي كتابًا من الأنبياء والمرسلين ومنهم إبراهيم2 وداود وعيسى. وهنا نذكر ميثاق الله مع النبيين في عالم الحقيقة: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ، فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ، أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} [آل عمران: 81-83] .
هذا عن حادث الإسراء، وأما حادث المعراج فقد سجلته سورة النجم في قوله: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى، عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى، عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى، إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى، مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى، لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} [النجم: 13-18] .