ذلك، أشعر الذراعين والمنكبين وأعالي الصدر، طويل الزندين، رحب الراحة ... شنن الكفين1 والقدمين، سابل الأطراف، خمصان الأخمصين2، مسيح القدمين ينبو عنهما الماء.
إذا زال زال قلعًا، يخطو تكفيًا، ويمشي هونًا، ذريع المشية3، إذا مشى كأنما ينحط من صبب4، وإذا التفت التفت جميعًا. خافض الطرف، نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء، جل نظره الملاحظة. يسوق أصحابه5، يبدأ من لقيه بالسلام".
وقال هند بن أبي هالة في وصف منطقه: "كان متواصل الأحزان دائم الفكرة، ليست له راحة، لا يتكلم في غير حاجة، طويل السكوت يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه، يتكلم بجوامع الكلم، فصل لا فضول ولا تقصير. دمث6 ليس بالجافي ولا المهين.
يعظم النعمة وإن دقت، لا يذم منها شيئًا ولا يمدحه.
لا تغضبه الدنيا وما كان لها، فإذا تعرض للحق لم يعرفه أحد ولم يقم لغضبه شيء حتى ينتصر له. ولا يغضب لنفسه ولا ينتصر لها. إذا أشار أشار بكفه كلها، وإذا تعجب قلبها، وإذا تحدث يصل بها، يضرب براحته اليمنى باطن إبهامه اليسرى، وإذا غضب أعرض وأشاح، وإذا فرح غض طرفه. جل ضحكه التبسم".
وقال الحسن: سألت أبي عن دخول رسول الله فقال: "كان دخوله لنفسه مأذون له في ذلك. وكان إذا آوى إلى منزله جزأ دخوله ثلاثة أجزاء:
جزءًا لله، وجزءًا لأهله، وجزءًا لنفسه، ثم جزءًأ جزأه بين الناس، فرد ذلك على العامة والخاصة لا يدخر عنهم شيئًا. وكان من سيرته في جزء الأمة إيثار