هو أبو العباس أحمد بن محمد بن الونان الملوكي الفاسي، شاعر فحل، صاحب قريحة سيالة، وخاطر متدفق وفكر نقاد، كان والده متعلقاً بالسلطان محمد بن عبدالله، وكان صاحب نوادر وملح، فكناه السلطان المذكور أبا الشمقمق، ثم توفي فعمل ابنه أرجوزته الشهيرة وقصد بها السلطان؛ فتعذر عليه الوصول إليه، فتحين خروجه في بعض الأيام واعترضه في موكبه وصعد على نشر عال من الأرض ونادى بأعلى صوته:
يا سيدي سبط النبي. . . أبو الشمقمق أبي
فعرفه السلطان وأمر بإحضاره إلى منزله فحضر وأنشد الأرجوزة المذكورة فوقعت منه الموقع الحسن، وأجزل صلته ورفع منزلته، وقد عرفت أرجوزته هذه بالشمقمقية، واشتهرت بين أدباء المغرب اشتهاراً لا مزيد عليه، وهي تحتوي على كثير من الفنون الأدبية والأغراض الشعرية، مثل الغزل والنسيب والوصف والحماسة والمدح والهجاء والحكم والأمثال وأيام العرب وأخبارها وعوائدها وأحوالها، مما يدل على غزارة علمه فضلاً عن تدفق قريحته وقوة ملكته، وهي قافية في نحو ثلاثمائة بيت، وله نظم مسائل ابن خميس وغيره. وتوفي سنة 1187.
هو أبو عبد الله محمد بن إدريس بن عبد الله العمراوي، من أهل فاس وأشرافها الأدارسة، كان أديباً ماهراً له باع مديد في الإنشاء، وملكة قوية في الشعر، ومشاركة نبيلة في الفنون. وكان من ذوي الهمم الطامحة إلى العلو والرياسة؛