وله تأليف سبق ذكرها، وأخباره وأشعاره تأتي في المنتخبات، وتوفي بفاس سنة 6? ? هـ.
هو أبو فارس عبد العزيز الملزوزي، شاعر الدولة المرينية وبلبلها الصداح، يأتي بعد ابن المرحل في قوة العارضة وتدفق الطبع والتفنن والإبداع في ضروب القول. وكان المنصور شديد التقريب له فرافقه في جميع حركاته، ما كان منها بالأندلس أو بغيرها، وصدر منه في وصف تلك الوقائع الحربية قصائد فخمة، منها تلك التي قالها بعد عودة المنصور من غزوته الكبرى بالأندلس سنة 684 وهي ملحمة فريدة في الأدب المغربي تناهز أبياتها المائتين والخمسين بيتاً، هنأه فيها بالنصر على العدو وعدد أياديه على الرعية، ونوه بالأبطال من قبائل زناتة، فأجازه المنصور عليها بعشرة ألاف دينار، وأعطى لمنشدها بين يديه وهو الأستاذ أبو زيد الغرابلي ألف دينار، وسنثبتها في محلها من هذا الكتاب. وللملزوزي أرجوزة بارعة سماها نظم السلوك في أخبار من نزل المغرب من الملوك. وقد استشهدنا بأبيات منها فيما تقدم.
هو أبو العباس أحمد بن الرئيس أبي طالب اللخمي من بيت العز في الذي تداول رياسة سبتة من لندن أواخر دولة الموحدين، كان شاعراً غزلاً رقيق الحاشية، شفاف الديباجة، بديع التشبيه، حسن المقابلة، وهو فاضل أهل بيته في هذا الباب، على أنه ما فيهم إلا فاضل ابن فاضل، ذكره أخوه الحافظ أبو القاسم في كتابه (الإشادة في المشتهرين من المتأخرين بالإجادة) فقال في حقه: «هو أخي، الذي بإخائه أزهى وأنتخي، وكبيري المعتمد بإجلالي وتوقيري، ولولا خوفي من أن يلزمني ما لزم مادح نفسه، لأطنبت في وصف ما له من المحاسن التي فاق بها