هو صاحب السيف والقلم، الأمير أبو الربيع سلمان بن عبدالله بن عبد المؤمن الكومي الموحدي. كان من الكتاب البلغاء والشعراء المجيدين، وهو أديب بني عبد المؤمن ونابغتهم الفذ؛ درج في بيت الرياسة والملك، ولم يمنعه ذلك من الاشتغال بالأدب والأكباب على التحصيل، فنشأ متأدباً أريحياً يتعشق المجد، ويصبو إلى العلى، وما لبث أن قدم إلى ولاية بجاية من قبل ابن عمه الخليفة يعقوب المنصور. ولما ثار بها علي بن غانية، نقل إلى ولاية سجلماسة، وكان في كلتا ولايته كعبة القصاد من أدباء البلاد، يأتونه عاقدي الآمال على الطافه وبره، فيصدرون عنه، وكلهم السنة مدح وثناء عليه.
وممن تحدث إلينا عنه من أدباء الشرق التاج ابن حمويه السرخسي قال: اجتمعت بالسيد أبي الربيع حين قدم إلى مراكش بعد وفاة الخليفة يعقوب المنصور لمبايعة ولده محمد الناصر، وكان في تلك المدة يلي مدينة سجلماسة وأعالها فرأيته شيخاً هي المنظر، حسن المخبر، فصيح اللسان باللغتين العربية والبربرية.
وقال صاحب المغرب في حقه: لم يكن في بني عبد المؤمن مثله في هذا الشأن الذي نحن بصدده وكان قد تقدم على مملكتي سجلماسة وبجاية، وكان كاتباً شاعراً أديباً ماهراً، وشعره مدون وله ألغاز. له ديوان شعر جمعه كاتبه محمد بن عبد ربه المالقي، وله أيضاً مختصر الأغاني. وتوفي حوالي سنة 600.
هو القاضي الأديب، أبو حفص بن عمر بن عبد الله بن محمد بن عبدالله بن عمر السلمي من أهل أغمات، بها ولد وسكن مدينة فاس. روى عن جده لأمه أبي محمد عبدالله ابن علي اللخمي. أجاز له في صغره وعن أبي مروان بن مسرة وأبي عبدالله بن الرمامة، وأخذ عن أبي بكر بن طاهر كتاب سيبويه تفهماً. وكان من أهل