هو الكاتب الوزير، أبو جعفر أحمد بن عطية القضاعي المراكشي، من فتيانها العصاميين الذين تبوأوا ذرى المجد بمحض جدهم واجتهادهم.
كتب أولاً عن ملوك لمتونة، ولما أدبرت أيامهم حضر في بعض الفتوحات الموحدية مع أحد قواد عبد المؤمن؛ فكتب عنه إلى عبد المؤمن رسالة بديعة يخبره فيها بالفتح، ويصف كيفية الواقعة؛ فأعجب بها عبد المؤمن وسأل عن منشئها، فأخبر أنه أبو جعفر، فطلبه للكتابة عنده. ثم ترقى به الحال فصار وزيراً. قال في نفح الطيب: «وكانت وزارته زيناً للوقت، وكمالاً للدولة. واشتمل عليه عبد المؤمن فبلغ منه منزلة كثر حساده عليها، فكادوا له حتى أوقع به سنة 55? كما في القرطاس أو 53 كما في المعجب.
ويعد أبو جعفر من أكبر الأدباء الذين لهم التصرف التام في الشعر والنثر، وآثاره كلها تتكافأ بلاغة وانسجاماً. ولقد شهد له عبد المؤمن بعد وفاته بعلو كعبه في الأدب، فإنه امتحن الشعراء بهجوه، فلما أسمعوه ما قالوا أعرض عنهم وقال: ذهب ابن عطية وذهب الأدب معه.
هو أبو عبدالله محمد بن حبوس، الفاسي الشاعر النابه المجيد، قال المراكشي في المعجب: كانت طريقته في الشعر على نحو طريقة محمد بن هانئ الأندلسي في قصد الألفاظ الرائعة، والقعاقع المهولة وإيثار التقعير، وكان في دولة لمتونة مقدماً في الشعراء حتى نقلت إليهم عنه حماقات، فهرب إلى الأندلس وجرى له بها أمور غريبة، وكان حظياً عند عبد المؤمن وابنه يوسف، ونال في أيامها ثروة.
وقال ابن الأبار: كان عالماً محققاً، وشاعراً مفلقاً، تقدم في ذلك أهل زمانه، ويوقف على جودة شعره من ديوانه، توفي سنة 570 ومولده ببلده سنة 500.