جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوَّاً شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ القَوْلِ غُرُورَاً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ} 1، وقال تعالى: {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ ليُوْحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ [لَمُشْرِكُونَ] 2} 3.

الذين غلطوا في النبوة

الفلاسفة والباطنية والملاحدة من أبعد الطوائف عن النبوة

وقد غلط في النبوة طوائف غير الذين كذّبوا بها؛ إما ظاهراً وباطناً، وإما باطناً؛ كالمنافق المحض، بل الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أُنزل إلى الرسول، وإلى من قبله، وهم خلقٌ كثيرٌ فيهم شُعبة نفاق، وإن لم يكونوا مكذّبين للرسول من كلّ وجه، بل قد يعظّمونه بقلوبهم، ويعتقدون وجوب طاعته في أمور دون أمور.

وأبعد هؤلاء عن النبوة: المتفلسفة، والباطنية، والملاحدة4؛ فإن هؤلاء لم يعرفوا النبوة إلا [من] 5 جهة القدر المشترك بين بني آدم؛ وهو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015