ومن كتاب اللباس
(من الصحاح)
[3202] حديث عائشة- رضي الله عنها- (خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات غداة وعليه مرط مرحل ... الحديث). ذات الشيء: نفسه، وإذا استعمل في نحو: ذات يوم، وذات ليلة، وذات غداة، فغنها إشارة إلى حقيقة المشار إليه نفسه. والمرحل بالحاء المهملة هو: الموشي سمي مرحلا؛ لأن عليه تصاوير الرحال. هذا قول أصحاب الغريب. وذكر الجوهري: أنه إزار خز فيه علم.
قلت: ولعلهم ذهبوا في هذه التسمية إلى اختلاف الألوان والخطوط التي فيه، فإن الأرحل من الخيل هو الأبيض الظهر، ومن الغنم الأسود الظهر، ويسمون [الطنافس] الحيرية: الرحال، فالأشبه فيه أن يفسر بأنه كان كالموشي للخطوط التي فيه ليوافق النظائر التي ذكرناها، وهو الأولى أن يقدر في لباس لبسه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
[3204] ومنه قول أبي بردة- رضي الله عنه- (أخرجت إلينا عائشة- رضي الله عنها- كساء مبلدا) المبلد: المرقع. يقال: لبدت الثوب ولبدته وألبدته. ومنه قيل للرقعة التي يرقع بها قب القميص: اللبدة.
[3207] ومنه قولها في حديثها الآخر: (مقبلا متقنعا) أي: مغطيا رأسه بردائه شبه القناع، يقال: تقنعت المرأة: إذا لبست القناع، وهو من عادة العرب عند الظهائر.