[3090] ومنه حديث سهل بن سعد- رضي الله عنه- (ما رأى رسول الله النقى) المراد بالنقى: الخبز الحواري، قال الشاعر:
من نقى فوقه أدمه
ومنه الحديث في صفة أرض المحشر: (كقرصة النقى).
[3093] ومنه حديث أبي موسى (أن المؤمن يأكل في معي واحد) الحديث. أراد بذلك أن المؤمن يقل شرهه على الطعام ويبارك له في مطعمه ومشربه حتى تقع النسبة بينه وبين الكافر، كنسبه من يأكل في معي واحد مع من يأكل في سبعة أمعاء. فإن قيل: فقد يوجد في المؤمنين من تزداد نهمته على الكافر.
قلنا: الأوضاع مختلفة والناس يتفاوتون في التناول على حسب الأوضاع، فليس إلى المعنى الذي أراده رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من هذا الوجه سبيل. وإنما يتحقق ذلك المعنى إذا قدرت ذلك في شخص واحد أو في مؤمن، وكذلك في الأشخاص. وقد قيل في تأويله: إنه مثل؛ لأن المؤمن لا يأكل إلا من الحلال ويتوقى الحرام والشبهة، والكافر لا يبالي ما أكل، ومن أين أكل، وكيف أكل. وهذا تأويل حسن غير أن في الحديث قصة تنقض هذا التأويل على قائله، وهي: ما ذكر أبو هريرة- رضي الله عنه- في حديثه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضافه ضيف كافر، فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشاة فحلبت فشرب حلابها، ثم أخرى فشربه، ثم أخرى فشربه، حتى شرب حلاب سبع شاه [128/أ] ثم أصبح من الغد فأسلم، فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشاة فحلبت فشرب حلابها، ثم أمر له بأخرى فلم يستتمها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (المؤمن يشرب في معي واحد) الحديث. وهو حديث حسن.
وقد اختلف في الرجل من هو فقيل: هو نضلة بن عمرو الغفاري. وقيل: هو أبو نضرة جميل بن بصرة الغفاري، وقد اختلف في جميل، فمنهم من قال بالحاء المهملة المضمومة، ومنهم من [قاله] بالجيم المفتوحة، وهو جد عزة التي يشبب بها كثير، أبو أبيها.