أبي جهل- رضي الله عنه- لما قدم عليه، وكان قد فر منه يوم الفتح إلى اليمن: (مرحباً بالراكب المهاجر)؟! وأما الهجرة التي لا تنقطع حتى تنقطع التوبة، فإنها الهجرة لله من الأرض التي يهجر عنها المعروف، ويشيع بها المنكر، ولا يستقيم بها لذي دين دينه، أو الهجرة من الأرض التي أصاب فيها الذنب، وارتكب الأمر الفظيع، وذلك مندوب إليه، وربما بلغ حد الواجب إذا استضر بتركه في دينه، والآن قد ظهرت الفتن في الإسلام فأنها أشد تأكيداً، وإليها يلتفت قوله - صلى الله عليه وسلم -[104/أ] في حديث عبد الله بن عمرو: (ستكون هجرة بعد هجرة .. الحديث)
(ومن الحسان)
[2785] قوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث عمران بن حصين: (ظاهرين على من ناوأهم) أي: غاليين على من عاداهم، والمناواة: المعاداة، والأصل فيه الهمز؛ لأنه من النون وهو النهوض، وربما ترك همزه، وإنما استعمل ذلك في المعاداة؛ لأن كل واحد من المتعاديين ينهض إلى قتال صاحبه.
[2786] ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث أبي أمامة- رضي الله عنه-: (أو يخلف غازياً في أهله بخير) أي ينوب مناب الغازي في أهله، وقد مر تفسيره.
وفيه: (أصابه الله بقارعة) القارعة: الشديدة من شدائد الدهر.