الجاهلية ترمى بالبعرة على رأس الحول) كانت المرأة من أهل الجاهلية إذا توفي عنها زوجها دخلت بيتا صغيرا مظلما مبتذلة في شر ثيابها، معتزلة عن الطيب والكحل وما يجرى مجراهما من زينة النساء، حتى يمضي عليها حول، ثم تؤتى بدابة: حمار أو شاة أو طائر، فتفتض، أي: تكسر بها عدتها، ثم تخرج فتعطى بعرة فترمى بها تشير بذلك إلى أن الذي رعته من حق زوجها بتلك العدة لا يقع في جنب ما لزمها من حقه موقع تلك البعرة.

أراد النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذا القول تعبيرهن. أي: كانت إحداكن في الجاهلية تتحمل هذه المشاق، ويعز على إحداكن في الإسلام أن تتربص بنفسها أربعة أشهر وعشرا.

[2398] ومنه: قوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث أم عطية- رضي الله عنها-: (إلا إذا طهرت نبذة من قسط أو أظفار) قوله: (نبذة) أي: قطعة على هذا فسر. والنبذ من الشيء هو اليسير منه. يقال: ذهب ماله وبقي نبذ منه. وبأرض كذا نبذ من ماء أو كلأ. وفي رأسه نبذ من شيب. وأصاب الأرض نبذ من مطر [74/ب] والنون من (نبذة) إذا كانت بمعنى الناحية- تفتح وتضم وأما في هذا الحديث فلا أعرفها إلا بالفتح. والقسط، قيل: هو العود الذي يتبخر به. وقيل: هو طيب غيره. وقول أهل اللغة فيه: [إنه] من عقاقير البحر.

وفي بعض الروايات: (من كست) والقاف والكاف يبدل أحدهما من الآخر كالطاء والتاء، والأظفار، قيل: إنه جنس من الطيب، لا واحد له من لفظه. ونقل عن الأزهري أنه قال واحده ظفر. وقال غيره: الأظفار شيء من العطر أسود، والقطعة منه [شبيه] بالظفر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015