وفيه: (واغسل حوبتي):
الحوبة: مصدر حبت بكذا، أي: أثمت، تحوب حوباً وحوبة وحيابة، والحوب- بالضم- الإثم، والحياب مثله، وتسميته بذلك مزجوراً عنه، والأصل الحوب لزجر الإبل.
وذكر الغسل، ليفيد معنيين:
أحدهما: إزالة الشيء عنه إزالة تلحقه به حكم التطهير.
والآخر: التنزه والتفصى عنه [24 جـ]، كالتنزه عن الشيء القذر الذي يستنكف عن مجاورته، وينبرم.
وإتيانه بالمصدر- أعني: حوبتي- أتم وأبلغ من الحوب الذي هو الاسم، لأن الاستبراء من فعل الذنب واكتسابه أتم وأبلغ من الاستبراء من نفس الذنب.
وفيه: (واسلل سخيمة صدري):
(سللت كذا وكذا) أي: أخرجته، والأصل فيه: سل السيف، وهو: إخراجه من الغمد.
والسخيمة: الضغينة والموجدة في النفس: من السخمة، وهو السواد، ومنه سخام القدر. وإنما أضاف السخيمة إلى الصدر إضافة الشيء إلى محله، والمعنى: أخرج من صدري وانزع عنه ما ينشأ منه ويستكن فيه، ويستولي عليه من مساوئ الأخلاق.
[1730] ومنه: قول أبي بكر الصديق- رضي الله عنه- في حديثه: (سلو الله العفو والعافية)، وفي حديث أنس رضي الله عنه الذي بعده: (سل ربك العافية والمعافاة في الدنيا والآخرة): وقد قدمنا بيانه.
[1732] ومنه: قوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث عبد الله بن يزيد الخطمي رضي الله عنه: (اللهم، ما زويت عني