(ومن الحسان)
[1712] حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: (اللهم، إني أعوذ بك من الفقر والقلة):
الفقر المستعاذ منه إنما هو فقر النفس وجشعها الذي يفضي بصاحبه إلى كفران نعم الله، ونسيان ذكره، ويدعوه إلى شد الخلة بما يتدنس به عرضه، ويثلم به دينه.
والقلة- ايضاً- تحمل على قلة الصبر أو قلة العدد، ولا خفاء أن المراد منها القلة في أبواب البر وخصال الخير؛ لأنه كان يؤثر الإقلال من الدنيا، ويكره الاستكثار من الأعراض الفانية.
[1713] ومنه: حديثه الآخر: (اللهم، إني أعوذ بم من الشقاق والنفاق):
الشقاق: المخالفة؛ لكونك في شق غير شق صاحبك، أي: ناحية غير ناحيته، أو لشق العصا بينك وبينه؟.
والنفاق: إظهار صاحبة خلاف ما يستره من أمر الدين ودخوله في أمر الشرع من باب، وخروجه من باب آخر، وقد مر بيانه.