العنان: السحاب وإضافته على هذا المعنى إلى السماء غير فصيح وأرى الصواب أعنان السماء وهي صفائحها والمعترض من أقطارها كأنها جمع عنن فلعل الهمزة سقطت عن بعض الروايات أو الروايات أو ورد العنان بمعنى العنن.
وفيه: (لو لقيتني بقراب الأرض خطايا) قراب الأرض: ماؤها، ومثله: طاقها وطلاعها وقد مر تفسيره.
[1617] ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- (فذلكم الران ذكره الله تعالى: {كلا بل ران على قلوبهم} أدخل الألف واللام في (ران) فأقام الكلمة مقام المصدر وذلك مثل قول الصحابي (نهى عن القيل والقال) و (كلا): ردع للمعتدي الأثيم: (بل ران) أي: غلب على قلوبهم فركبها كما يركب الصدأ الحديد. قال أبو عبيد: كل ما غلبك فقد ران بك ورانك وران عليك. ورين بالرجل: إذا وقع فيما لا يستطيع الخروج منه، ويقال: ران عليه الذنب وغان علينا ريناً وغيناً.
[1618] ومنه حديث ابن عمر -رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (إن الله تعالى يقبل توبة العبد ما لم يغرغر) الغرغرة: تردد الماء وغيره في الحلق، والغرغرة: صوت معه بحح. ويقال: الراعي يغرغر بصوته أي: يردده في حلقه وتغرغر صوته في حلقه أي: يتردد، ومعناه في الحديث: تردد النفس في الحلق عند نزع الروح وذلك في أول ما يأخذ في سياق الموت، وفسره بعض أهل الحديث: فقال: قبل أن يغرغر أي: قبل أن يبلغ الروح إلى الحلق.