للإنسان أن يحكم عليه بعلمه، وهو الخيرية التي غيبت عنا حقيقتها، وأظهرت لنا أماراتها؛ فأخبره بالأمارة التي جعل للإنسان إلى معرفتها سبيل.
[1562] ومنه: قوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: (من اضطجع مضطجعا لم يذكر الله فيه كان عليه تره) أي حسرة، والموتور: الذي قتل له قتيل، فلم يدرك، تقول: وتره يتره وترا وترة، وكذلك: وتره حقه أي: نقصه، وكلا الأمرين معقب للحسرة، فعبر عنه في الحديث بالحسرة.
[1567] ومنه حديثه الآخر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (قال الله تعالى: (أنا عند ظن عبدي بي) ... الحديث. الظن: ما كان كالواسطة بين اليقين والشك، استعمل تارة بمعنى اليقين، وذلك إذا قويت أمارته؛ وتارة بمعنى الشك إذا ضعفت أماراته؛ وبمعناهما ورد التنزيل؛ قال الله تعالى: {الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم} أي يوقنون. وقال جل جلاله: {وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون} أي: توهموا، وكذلك قوله سبحانه وتعالى: