فيه من المراتب أقصاها، حتى جمع له من ذلك ما تفرق في سائر الخلائق وزيادة، وبين هذا المعنى قوله ? (بعثت لتمام مكارم الأخلاق).

(ومن الحسان)

[868] حديث علي - رضي الله عنه - عن النبي ? (إن الله وتر يحب الوتر) الحديث، الوتر المفرد، وأهل العالية وتميم وغيرهم يكسرون الواو إلا أهل الحجاز فإنهم يفتحونها، وبهما قرئ في التنزيل والله سبحانه وتعالى هو الوتر؛ لأنه البائن من خلقه الموصوف بالوحدانية من كل وجه لا نظير له في ذاته ولا سمي له في صفاته ولا شريك له في ملكه فتعالى الله الملك الحق وقوله (يحب الوتر) أي: يرضى به عن العبد في الإتيان به ويستأثر بما يوجد من طريق العدد على هذه الصفة فيما يعى به إليه ويتقرب به إليه فيقصد فيه التفريد إرادة للمعنى الذي أشير إليه.

وفيه (فأوتروا يأهل القرآن) أي: صلوا الوتر، وأراد بأهل القرآن: المؤمنين وخاصة من يتعنى بحفظه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015