إليهما أسماء بنت أبي بكر أم عبد الله بن الزبير- رضي الله عنهم- في حديثها، وأرادت بالكذاب المختار أبن أبي عبيد بن مسعود الثقفي، أبوه من جلة الصحابة، أمره عمر أمير المؤمنين- رضي الله عنه- على جيش العراق، وإليه ينسب يوم جسر أبي عبيد، وقد استشهد يومئذ وأما ابنه المسمى بالمختار، فلم يكن مختارا؛ بل كان متدلسا مشعوذا يطلب الدنيا بالدين، يظهر الخير ويضمر الشر، حتى استبان منه ما كان يسر؛ لضعف عقله وسوء سيرته، شهد بذلك عليه الأعلام من التابعين، كالشعبي، وسويد بن غفلة، وغيرهما. ومن العجب أنه كان يبغض عليا- رضي الله عنه-، قد عرف ذلك منه في تارات أحواله، وان يدعى موالاته، وقد نقل عن علي- رضي الله عنه- أنه قال فيه: ما له قاتله الله، ولو شق عن قلبه الآن لوجد ملآن من حب اللات والعزى، فلما قتل الحسين- رضي الله عنه- دعا إلى نفسه متسترا بطلب ثأره، فلما تمكن من الأمر استخف بمن طاوعه من الأغماد، وادعى أن الملائكة تأتيه بخبر السماء، وأفسد على قوم من المتشيعة عقائدهم، فهم ينسبون إليه في آرائهم الفاسدة وأقاويلهم الزائعة يقال لهم: المختارية.
[4550] ومنه حديث أبي هريرة- رضي الله عنه-: (كنا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فجاء رجل أحسبه من قيس ..) الحديث. هذا الحديث يرويه عن أبي هريرة مينا مولى لعبد الرحمن بن عوف، وله أحاديث