الفخر: ادعاء العظم والمباهاة بالأشياء الخارجة عن الإنسان، كالمال والجاه، أي: لا أقوله تنفجا، لكن اعتداد بفضله، وتحدثاً بنعمه. (ولا فخر): بالنصب على التبرئة، وهو الاختيار، لأنه لم يتكرر.
وفيه: (بيدي لواء الحمد) ينصب يوم القيامة لكل متبوع لواء يعرف به، قدوة حق كان، أو أسوة في باطل، ولا مقام من مقامات عباد الله الصالحين أرفع وأعلى من مقام الحمد [199/ب] ودونه تنتهي سائر المقامات، ولما كان نبينا سيد المرسلين صلوات الله عليه أحمد الخلائق في الدنيا والآخرة؛ أعطى لواء الحمد، ليأوي إلى لوائه الأولون والآخرون، وإليه الإشارة بقوله - صلى الله عليه وسلم -: (آدم ومن دونه تحت لوائي) ولهذا المعنى استفتح كتابه بالحمد، وشق اسمه من الحمد، فقيل محمد وأحمد، وأقيم يوم القيام المقام المحمود، ويفتح عليه في ذلك اليوم وفي ذلك المقام من المحامد ما لم يفتح على أحد قبله ولا يفتح على أحد بعده، وأمد أمته ببركته- من الفضل الذي آتاه، فنعت أمته في الكتب المنزلة قبله بهذا النعت فقال: (أمته الحمادون يحمدون الله في السراء والضراء).
[4358] ومنه حديث أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إذا كان يوم القيامة كنت إمام النبيين).
(إمام) بكسر الهمزة، والذي يفتحها وينصبه على الظرف، فإنه لم يصب.
[4359] ومنه حديث عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إن لكل نبي ولاة من النبيين، وإن وليي أبي ...) الحديث. يعني: إبراهيم عليه السلام، وقد بينه بقوله (وخليل ربي).
وفي كتاب المصابيح: (وإن ولي ربي) وهو غلط، ولعل الذي حرف هذا دخل عليه الداخل من قوله سبحانه: {وإن وليي الله الذي نزل الكتاب} والرواية على ما ذكرنا وهو الصواب.
وقوله: (ولاة من النبيين) أي: أحباء وقرناء هم أولى بهم من غيرهم.