وفيه: (أعطيت جوامع الكلم) أي: أعطيت قوة إيجاز في اللفظ مع بسط في المعاني فأبين بالكلمات اليسيرة المعاني الكثيرة.
[4343] ومنه حديثه الآخر- رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إن الله زوي لي الأرض) الحديث.
زويت الشيء: جمعته وقبضته، يريد به تقريب البعيد منها حتى اطلع عليه اطلاعه على القريب منها.
وفيه: (وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض) يريد به خزائن كسرى وقيصر، وذلك لأن الغالب على نقود ممالك كسرى الدنانير والغالب على نقود ممالك قيصر الدراهم.
وفيه: (فيستبيح بيضتهم) بيضة كل شيء حوزته، وبيضة القوم أصلهم وجماعتهم.
وقيل: وأصله من بيضة الطائر، لأنها أصله، والبيضة أيضاً العز والملك، وبيضة القوم، ساحتهم.
قال لقيط بن معمر الإيادي [199/أ]:
يا قوم بيضتكم لا تفضحن بها .... إني أخاف عليها الأزلم الجذعا
ومما رواه عبد الله ابن [عمرو]- رضي الله عنه- عن التوراة: (وحرزاً للأميين) الحرز: الموضع الحصين يقال: هذا حرز حريز، يريد، إنا جعلناه موئلاً لأمته الأمية يتحصنون به عن غوائل الشيطان وأفاعي النفوس.
فيه: (حتى يقيم به الملة العوجاء).
يريد بها ما كان العرب يتدين بها، وتزعم أنها ملة إبراهيم عليه السلام؛ وإنما وصفها بالعوج وسماها ملة على الاتساع، كما يقال للكفر ملة، وقد فسرنا الملة فيما تقدم.
وفي آخر هذا الحديث: (رواه عطاء بن سلام). كذا هو سائر نسخ المصابيح وهو غلط والصواب: